من الذي أعطي الحق للناظر ترك ومن يشايعه التصعيد بإغلاق شرق السودان

إغلاق الطرق .. و(تتريس) الشوارع وسيلة غير حكيمة إن لم نقل جبانة للتعبير عن موقف سياسي أو استخدامها كوسيلة ضغط لانتزاع حقوق مسلوبة أو إجبار الحكومة أو أي سلطة أخري للتراجع عن موقف مسبق .. أو التفكير في العودة إليه مرة أخري ..
علينا الاعتراف بخطورة وسائلنا المستحدثة في التعبير السياسي .. وعلينا الاعتراف بخطل تجاربنا التي لم تورث السودان الوطن حتي اللحظة إلا مزيداً من التشتت .. والتشرذم والضياع حتي بلغنا مرحلة الدعوة العلنية لقيام دولة هنا .. وأخري هناك وما بينهما دلقنا أمراض نفوسنا وأسقام دواخلنا بشتم هذه القبيلة والتقليل من شأن تلك حتي فاحت الأسافير بما حذرنا منه سيد الخلق عليه صلاة الله وسلامه وهو أصدق القائلين : (دعوها .. فإنها منتنة) ..
لم نعد نهتم بالآثار الكارثية لمواقف هذه المجموعة أو تلك .. نصمت علي فعلهم ودعواتهم للتصعيد بأساليب ندفع جميعاً ثمن تبعاتها .. بلغنا زماناً لا نأخذ بيد من يريد خرق أسفل السفينة ظناً منا أننا في أعلاها سننجو!!
ومن الذي نقول صمتنا الجمعي علي الدعوات والاصطفاف لإغلاق شرق السودان .. لم نكلّف أنفسنا عناء السؤال : من الذي أعطي الحق للناظر ترك ومن يشايعه من مكونات ومجموعات قبلية أخري بطول السودان وعرضه ، من أعطاهم حق التصعيد بإغلاق شرق السودان وخنق السودان الوطن كله لأن الحكومة المركزية بقيادة برهان وحمدوك وحميدتي تقف بغباء متعمد خلف فرض أسماء وقيادات من الوزن الخفيف علي شرق السودان وإجبار أهله علي السير في مسار بان عوره وسؤ حلوله وخياراته ؟!
لا أحد يقف في وجه ترك ومن معه ويمنعهم حق التعبير الصارخ عن مواقفهم لمواجهة تعنت واستهتار حميدتي وبرهان وحمدوك .. ومع هذا ليس من حق الناظر ترك والذين معه استخدام كرت إغلاق شرق السودان لتحقيق مكاسب اتضح أنها تكتيكية وليست إستراتيجية !!
يعلم الناظر ترك أن خيار تتريس شرق السودان لن يحل المشكلة .. وما يجب أن يدركه حلفاء ترك السياسيون أيضاً أن طريقتهم المجرّبة هذه لم ولن تسقط الحكومة القائمة .. ولن تحقق فائدة لأهل السودان عامة !!
شرق السودان ليس ملكاً للناظر ترك وحده .. ودارفور ليست ملكاً لمناوي .. ووسط السودان قالها بلسان الفعل إنه أكبر من القدرات السياسية الفطيرة والمتواضعة لأمثال التو هجو وآخرين .. وكذلك الحال في الخرطوم .. وشمال السودان العظيم والذي هو أكبر وأعظم من دعاة دولة البحر والنهر !!
آن لعقلاء السياسة في بلادنا أن يرفعوا صوتهم في وجه العاصفة .. هذا أو أن نفقد وطناً تتجاذبه الآن خلافات وقناعات مجموعات لم يفوضها أحد لتتريس الشوارع وقفل الموانئ وفرض خطاب انفصالي بغيض يأخذ وقود اشتعاله من الأسافير ودوافع مواقف براغماتية لقيادات قبلية وسياسية فرضت نفسها علي (تايم لاين) تشكيل الرأي العام السوداني وتسوق الوطن كله إلي مصير مجهول بتحرش عقلي وإرهاب نفسي لايسمح بكلمة حق ولا عبارة نصح وسط بحر هائج وعلي ذراع وطن جريح !!

عبد الماجد عبد الحميد

Exit mobile version