هي في أواخر العشرينيات يطاردها هاجس البورة.. ركبت معه العربية.. خطيبها عصام شاب في التلاتينات من العمر.. يميل القصر.. عندو كرش.. جلست في الكرسي الأمامي.. وهي تحاول الجلوس.. نظرت فرأت الكرش.. مدفقة بالجنبات.. رددت في سرها “كرش كرش مالو؟.. هن البنات لاقيات زيو؟.. وبعدين بعد العرس يعمل ريجيم.. ويبقى ضعيفوووووني وحلااااتو”.. ثم اطمأنت إلى خارطة طريق إزالة الكرش.. وابتمست وصنقرت جنبو وهي تتخيل شكل عصام بعد الرجيم ويبدو على وجهها الارتياح.. كان يحس في نفسه خفة ظل وانو نكتنجي.. في الطريق أمطرها بوابل من النكات وكل ما يحب يحكي نكتة يقبل عليها ويقول ليها “اضحكك؟” ترد ّ”آي ضحكني” فيحكي النكتة ومن عادته أن يضحك قبل ما يقول النكتة.. لولا عناية المولى وقوة عزيمتها وشكيمتها وتمسكها بالحياة لكانت من ساكني حي أحمد شرفي مربع تمنطاشر.. كانت النكت من نوعية “كان في واحد.. جا جنبو واحد تاني، بقو اتنين”!!!.. مع كل نكتة تضحك وتردد في سرها “ووووووووب علي.. بياخة السواد.. علا مجبورة الختيبة علي الضحك.. لما يجي العرس، بيكون كمّل نكتو دي” كان لما يضحك ويقهقه.. كل جسمه ساااااكن إلا كرشو، تهتز في حركة لولبية.. انتبهت إلى حركة الكرش وقالت ليهو “عصومي.. انت بتاع الأدوات الكهربائية قال ليك الغسالة تمانية كليو بكم؟”.. كانت تطربه كلمة عصومي فيخجل ويبلع ريقو.. لأنو من الله خلقو مافي زول قالها ليهو.. امو بتقول ليهو عصام الدين واحيانا كثيرة تناديه بـ” قشااار”.. ابوهو بي يقول ليهو هوي ها النصيبة دا.. قرر الخطيبان بعد ان لفو السوق.. لتجهيز عفش بيت الزوجية.. باقتراح من عصومي.. قررو ان يتغدو في مطعم فخم.. اختار طاولة رقم تسعة في زاوية بعيدة..وقدامها عمود من اعمدة المطعم.. كابس قعد في الكرسي العلي الحيطة.. واختار العمود ليتخذ منه ساتر.. بعد ان ردم الجرسون الأكل قدامهم.. تعاين لخطيبها شديد.. ومخلوعة ومهجومة.
وهو ياكل بشراهة شديدة.. فهو شاب اكرش.. يستمتع بالأكل.. رفع راسو مرة واحدة بس، وقال ليها “ما تاكلي”.. ردت عليه “قاعدة أكل والله”.. وفي سرها “نان انت حسي مديني طريقة أكل؟”
خلت الأكل.. وقعدت تعاين ليهو ويتلوّن وجهها بالهم تارة وبالغم تارة أخرى.
يرفع راسو ويعاين ليها ويقول في سرو “والله مكسرة فيني جنس كسيّر..شوف عين الحنان دي كيف؟.. حنان يا عاطف”.
بعد أن قضى على الأخضر واليابس غسل يديهو.. رجع إلى الطاولة.. ويمسح يده بمنديل ورق.. ثم “باااااااااع”.. قالت له وهي تستعطفه، وما زالت آثار الهم تكسو وجهها “عطوفي.. يعني عاوزة اقول ليك شنو؟.. بعدين نشتري انبوبة غاز النوع الكبير”
قنعت من مشروع الرجيم ظاهر وباطن.. ورمت طوبتو.. لكنها أعتمدت علي الله وعلي السُكري!!
الباب البجيب الريح- صحيفة اليوم التالي