عواطف الرجال .. بين البكاء والدغالة

[ALIGN=CENTER]عواطف الرجال .. بين البكاء والدغالة ![/ALIGN] ربما كانت قفزات (توم كروز) الشهيرة على أريكة (أوبرا) وصيحاته الطرزانية قبل بضعة سنوات (I am in love)، كافية لتتويجه ملكا على عرش (البكايين).
فرغم القوة البدنية المميزة للنجم الوسيم المتربع على قلوب الملايين من النساء، والشهرة والنجاح التي صاحبت أفلامه وما تميزت به من الحركة والإثارة، إلا أن قفزاته الطفولية على الملأ بطريقة الزين (مكتول يا ناس)، وذلك عندما سألته (أوبرا) عن حقيقة علاقته بالممثلة الناعمة (كيت)، فقد تبرع يومها بإعلان أنه غرقان في الحب لـ(الرشرش) ..
كل تلك (الحركات) كانت تأكيدا على أن نجمنا المحبوب (الكاسر في البنات ضلعة) قلبو رهيف زي (الآبري)، وإن حاول بعض أعداء الغرام بعد بث الحلقة، وصف تصرفاته تلك بأنها نوع من الدعاية المبتزلة والسمجة لأحد أفلامه، والذي كان يعرض بالتزامن مع تلك الحلقة.
وإن صح ذلك فهو لا ينفي أن الجميلة السهتانة (كيت) قد تسللت إلى حياته، وقامت بهدم حصون وقلاع قلبه البسكويتية الهشاشة وسجلتو بي إسما (تمليك).
كنت أتابع على شاشة هارموني إعادة لسهرة (سلامات) عن تراث الجعليين والتي تغنى فيها المتمكن (عمر الحواري) بأغنية:
هوي يا ريلة .. هوي يا ريلة .. من جني وغباي الليلة
هوي يا ريلة .. هوي يا ريلة .. مستعجل بدور أمشيلا
وعندما غنى المقطع الذي يقول فيه (آه من نارك الغدارة)، فاجأت الكاميرا أحد الحضور من الشباب وضبطته في حالة تلبث .. فقد كان يكابد حالة مستعصية من تباريح العشق دفعته لأن يعض على سبابته بأسنانه ويهز رأسه و(يتوحوح) .. دفعتني حالة المسكين للتعليق فقلت لـ(سيد الإسم):
شوف مكتول الغرام ده بتوحوح كيف ؟!
قادني منظر الشاب المكتوي بنار الحب و(ياكل في إيدينو)، للمقارنة بين حالة تمكن العشق من القلب عند النساء والرجال، فهناك قناعة لدى الكثيرين منا بأن النساء أكثر إستغراقا في العشق، فهن يعشقن بكل ما فيهن من جوارح (قلب وعقل ولب ونهى وكرويات دم وخلايا ومصارين وفشافيش) !!
فـ المرأة المحبة لا تعمل بحكمة سُنّة العشق، وذلك بأن تترك ثلث ذاتها للعشق وثلث لأكلها وشربها وثلث لنفسها !!
بينما يعشق الرجل بقلبه فقط، ويترك عقله بعيدا، في منأى عن خطر (وهدبة) العشق وزهللته، بل ولا يسمح للحب أن يمتلك عليه قراره ويحرمه من عقلانية الرؤية والتقدير.
طبعا تلك هي القاعدة الوحيدة التي قد يفوق عدد الشواذ فيها الأصل، وما الكم الهائل من مجانين الغرام بدأ من ناس قيس وجميل وكثيّر مرورا بي ناس المحلق، ووصولا لي زولنا المسكين البياكل في إيدينو، الـ (لو) تبنوهو حا يلقوهو ممكون أكتر من ناس قيس بس هم فايتنو بالشهرة ..
إلا دليلا على أن العشق حالة إبتلاء، لا تميز بين رجل أو إمرأة عندما تتمكن من القلب، ولكن ما يتمايز هنا هو ردود افعال العشاق من الجنسين على تلك الحالة .. فـ ردة الفعل عند الرجال مثلا تتراوح بين الكبكبة والإنبهال حبا وتلك هي فئة (الرجال البكايين) وخير مثال لهم في عصرنا الحديث هو (توم كروز).
تليهم فئة (خير الإمور أوسطها)، وآخرهم وأخطرهم فئة (اصحاب الدغالة) الذين يفضل العاشق منهم أن يموت (كمد)، على أن يصل للمحبوبة خبر مكابدته للعشق، خوفا من الزعم الذي يقول بأن:
النسوان ديل بتاعات فرص .. والواحدة فيهن ما تصدق يقع في حبالا زول، عشان (تشد وتركب في ضهرو).
مرهق .. تعبان .. فاقد حنان !!
لبد (حسن) في أحد أركان الخيمة يتابع من بعيد مجريات حفل زفاف إحدى بنات عمه (شريف) أو هذا ما حاول أن يقنع به نفسه، فقد كان في حقيقة الوضع يتخذ من موقعه الإستراتيجي مكمنا لمتابعة (درية) أخت العروس الصغيرة، التي شغلت لبه وشغفت قلبه حبا ووجدا وتمني .. كانت عيناه تتبعانها كلما تحركت للترحيب بتلك المجموعة ولتتأكد من وصول العشاء للأخرى .. ويكاد قلبه أن يقفز من بين ضلوعه عندما تقف في وسط الساحة وتتمايل جزلا مع الراقصين ..
تشجع وطرد عن قلبه الخوف والتلعثم، وتقدم من ساحة الرقص .. إقترب من (درية) بينما كانت ترقص مع بعض صديقاتها وقال في تظارف:
كيف يا شباب؟ .. رقيص تمام !!
إلتفتت إليه (دريه) وهالها شحوب وجه الذي لم تكن تدري له سببا فسألته:
حسن!! .. وينك من قبيل ما شايفاك؟ .. شكلك تعباآآن.
أجابها في مسكنة:
لو قلتا ليك أنا .. مرهق .. تعبان .. فاقد حنان .. تختاري لي ياتا فيهن؟؟
أسرعت إحدى قريباتها العالمات بـ (مكنته الشديدة) بالقول:
الله ليك .. كلهن عليك يا ود أمي!!

لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com

Exit mobile version