الادبخانة عند فهد الازرق والحمام عند منتقديه

السودان منذ سنوات و حتى اليوم غارق في قشور الحياة و تعدد المفاهيم و غياب الوعي …
فقوناته و ايقوناته و مجموعة من يعتلون منصة الوطن ليس حولهم اتفاق او رضي تام من المجتمع و لكن كل صنع واقعه و فرضته ظروف المرحلة ….
في هذه الاجواء هنالك ظواهر و مظاهر و تبدلت كثير من المفاهيم و اصبح كل يوم الفضاء الاسفيري ياتي لنا بجديد ….
و هنا ظهر فهد الازرق و هو شاب بسيط في وجوده و في احلامه و لم يطرح نفسه كمفكر او اديب او او منظر او مصلح اجتماعي …
بل وجد الكل سلك طريقه ليصل فهذا سلك طريق الفن و وصل الي القمة و بلا فن غير انه وصل رغم انف الجميع …و ذاك سلك طريق التجارة و وصل بلا تجاره و اخر سلك طريق الكتابة و اصبح كاتب بدون اي ملامح غير بعض كلمات جوفاء تقتات من جسد الوطن …
و هنالك اصحاب (اللايفات) وصلوا الي بغيتهم و سمموا عقول الجميع و نشروا الخوف و الهلع و هم كثر و اغلبهم عنصرين ريحتهم انتن من تلك التي يرددها الاخ فهد ….
هذا يصرخ و يسب مكون من مكونات المجتمع و يسب الوطن و اخر يلعن اخر و اخرين يصيحون شيروا …. الخبر القنبلة .. و منهم اللبلدوزر و المدمر و العنصرى المتعصب .و الحاقد و الفاقد …. الخ كل هولاء مروا بسلام و علي عيون منتقدي فهد و اصبحوا الان للاسف يشكلون الراي العام بل يجدون من يصفق لهم و يؤمن بعنصريتهم و يدافع عنها ….
في هذه الاجواء البائسة ظهر فهد الازرق لعله يجد مكان بين اؤلئك الذين سبقوه و تربعوا علي عرش الميديا او علي عرش الواقع باغانيهم العواء و صراخاتهم الجوفاء و هتافاتهم الخواء ….
لم يتحدث فهد عن شخص بعينه او وطن بذاته و لم يتناول منطقة و لم يقلل من قيمة احد و لم ينصب نفسه متحدثا بلسان اي جهة او منطقة … فقط تحدث عن نفسه و بعض مشاهداته اليومية من الواقع مع بعض خيال لايبعد عن الحقيقة كثير …
و لكن كثر منتقدي الرجل و اغلبهم من السذاجة بمكان ….
و قد عابوا عليه استخدام كلمة (ادب خانة) و يطالبونه بان يطلق عليها اسم (الحمام او الدبليو سي) غير ان المضمون يظل هو المضمون و المعنى هو ذات المعني بغض النظر عن العبارة المستخدمة و لكن ذاكرة هولاء المنتقدين احتفظت في صندوقها الاسود بصور نمطية لكلمة ادبخانة لهذا يقولون انها تصيبهم بالقرف و الاشمئزاز عكس كلمة حمام و دبليو سي …
في حين ان دلالة الاسم علي المسمي دلالة واحدة لا تغيرها الالفاظ ….
فيا هولاء الادب خانة و الحمام واحد فقط غيروا مخزون ذاكرتكم الملوث ….
و يظل فهد فرضية قائمة حتي يثبت منتقدية بانه الحالة الشاذه بين تلك الغوغاء و الرجرجة و الدهماء التي اعتلت منصة الوطن و في شتي مناحي الحياة و حتى ذلك الحين للاخ فهد الحق في ان يدلو بدلوه مع تلك الدلاء حتي ينهار الجب علي الجميع ….

ابراهيم رانفي

Exit mobile version