في جريمة بشعة تكاد لا تصدق، ارتكبت بدافع الجشع والطمع في المال، أقدمت سيدة في مدينة الموصل العراقية، وهي مركز محافظة نينوى شمال غربي البلاد، وبمعية ابنها على قتل شقيقها للحصول على الميراث.
وأصدرت قيادة شرطة محافظة نينوى بيانا حول هذه الجريمة، جاء فيه: “تمكنت مديرية شرطة أبي تمام التابعة لقيادة شرطة نينوى، وبعد تشكيل فريق عمل بإشراف قائد الشرطة وأخذ موافقات قاضي التحقيق المختص، والاستفادة من كاميرات المراقبة والتعاون مع دائرة الطب العدلي، من كشف جريمة قتل مواطن من خلال طعنه بآلة حادة داخل داره، في حي الصديق في الجانب الأيسر لمدينة الموصل”.
ويضيف البيان: “تم إلقاء القبض على المجرمين الثلاثة الذين قاموا بارتكاب جريمتهم، علما أن اثنين منهما هما شقيقة المجني عليه وابنها، لغرض الحصول على الميراث كون المجنى عليه أعزب”.
وتتابع قيادة شرطة نينوى في بيانها: “تم اتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم وتدوين أقوال المجرمين بالاعتراف ابتدائيا وقضائيا، وسيتم إحالتهم إلى محكمة الجنايات المختصة لينالوا جزاءهم العادل، وقد تم إلقاء القبض عليهم في منطقة حي الخضراء في الجانب الأيسر لمدينة الموصل”.
وقد أثار الإعلان عن هذه الجريمة، عاصفة من الأسى والسخط في صفوف المجتمع الموصلي خاصة، وفي مختلف منصات التواصل الاجتماعي العراقية، حيث عبر المعلقون عن الصدمة والدهشة من أن يصل الطمع في المال، لغاية أن يقتل الإنسان شقيقه، كي يرثه ويحوز على ما يملكه من أموال وممتلكات.
ويرجع خبراء اجتماعيون وتربويون تصاعد مثل هذه الجرائم في المجتمع، لتراكم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، وطغيان النزعات الاستهلاكية والمادية بين الناس، بحيث يغدو الحصول على المال ومراكمته هو الغاية القصوى للكثيرين، لدرجة لا يتورعون فيها حتى عن القتل وارتكاب الجرائم، بحق أقرب الناس إليهم سعيا نحو المال.
وفي هذا السياق، يقول الخبير التربوي عامر السالم في حوار مع موقع “سكاي نيوز عربية”: “لا شك أن المال هو غاية لنا جميعا كي نتمكن من تحسين ظروف حياتنا والاستمتاع بملذاتها ومباهجها وتأمين مستقبلنا وأطفالنا، لكن مع الأسف في عصرنا الراهن ومع انتشار الثقافة الاستهلاكية بلا حدود، وارتفاع تكاليف العيش وما يحدثه ذلك من تغييرات، في منظومات الوعي والسلوك في قطاعات مجتمعية مختلفة، فإن المال يغدو غاية في حد ذاته لدى كثيرين”.
ويضيف: “بات الإنسان في ظل كل هذه التحولات المجتمعية والقيمية، هو الضحية الأولى، ولهذا عادة ما نرى هكذا حوادث وجرائم تحصل في إطار البيت الواحد، مما يعني أن النخر بات يطال المجتمع من أصغر وأهم وحدة اجتماعية فيه ألا وهي الأسرة، وهنا مكمن الخطر الكبير والداهم الذي يطال القيم والأعراف السوية، ويهدد الأمن المجتمعي”.
وبحسب مصادر محلية من داخل المنطقة التي وقعت فيها الجريمة المروعة، تحدثت مع موقع “سكاي نيوز عربية”، فإن المغدور كان ميسور الحال ويتمتع بسمعة طيبة، حيث كان يملك محلا لبيع الألبسة الجاهزة في الحي، الذي وقعت فيه جريمة قتله من قبل شقيقته وابنها، وبالاشتراك مع شخص ثالث.
سكاي نيوز