(1) “بوست” لقيط مجهول الأبوين في شكل إعلان تحريضي تم تداوله طوال يوم أمس على نطاق واسع اشتمل على أسماء “9” صحافيين هم (سهير عبد الرحيم،عادل الباز ، محمد وداعة ، مزمل أبو القاسم ،ضياء الدين بلال، الطاهر ساتي ،عبد الماجد عبد الحميد ، لينا يعقوب ، هاجر سليمان طه) سماهم “البوست اللقيط” أقلام السحت وربائب المؤتمر الوطني ودعا إلى مقاطعتهم…البوست مجهول الأبوين أطلق على نفسه أيضاً اسم “حملة تصرخون لدعم لجنة إزالة” التمكين، جاء الترويج له على طريقة الرشيد سعيد الشهيرة “ناقل الكفر ليس بكافر”،(طبعا هاجرسليمان طه ماعرفتها البعرفها يخبرنا)…
(2)
تفحصتُ أسماء الزملاء المحترمين الذين اشتملت عليهم القائمة السوداء، فوجدتُ أن الرابط بينهم جميعاً هو انتقادهم للجنة تفكيك التمكين خلال اليومين الماضيين فهؤلاء جميعاً وبلا استثناء انتقدوا في مقالاتهم “عجل السامري” الجديد الذي صنعه السُذج والغافلون والجبناء من الحُليِّ المسرق من أرض الكنانة ، ذلك العجل الذي عظموه وألّهوه وضخموه بغير كسب ولانضال وهل يصنع الطغاة إلا الجبناء والجهلاء وذوي المصالح والمكاسب الشخصية… لاشيء يربط بين هؤلاء إلا انهم انتقدوا التجاوزات التي تتم داخل اللجنة ، وإلا فما الذي يجمع بين الباز ومحمد وداعة وبين سهير عبد الرحيم وعبد الماجد عبد الحميد…
(3)
فليكن واضحاً في الأذهان أن أكثر من 95% من الشعب السوداني مع تفكيك تمكين المؤتمر الوطني ومحاسبة المفسدين منهم وتقديمهم للمحاكمات ومع استرداد كل ما أخذوه من أموال وممتلكات الشعب السوداني ولو كانت مثقال ذرة من خردل، ولكنهم ليسوا مع الطريقة التي يُدار بها التفكيك الآن من دغمسة وغموض وغياب للشفافية ولا مع جمع السلطات كلها في يد اللجنة وليسوا مع السلطة المطلقة التي مُنحت للجنة، ولا مع العنتريات والهرجلة التي تصدر من بعض أعضائها…الشعب السوداني اسقط نظام القمع والإستبداد والفساد فهو بالتأكيد لايريد قمعاً جديدا ولا فساداً جديداً ولاتسلطاً واستبداداً جديدين كي تستقيم الأمور ونعلم أن قد أصبنا التغيير المنشود…وفي هذا أقول للجنة التفكيك وتحالف قوى التغيير الحاكم :إيّاكم أن تطربوا لمثل هذه الحملات المضللة التي تنال من منتقديكم بغباء ساذج ، فقد صنع هؤلاء الشيء نفسه للذين كانوا من قبلكم…فاسمعوا لمنتقديكم بسعة صدر، وأوقفوا الحملات الغبيةالتي تسعى لاسترضائكم بالباطل طمعاً في العطاء ولايغرنكم مسح الجوخ الذي يصوركم بأنكم جوهرة الثورة وتأجها ومن نال منكم نال من الثورة ، فما أنتم إلا نفر وضعتهم الأقدار في هذا الموقع المؤقت لأداء مهمة مؤقتة…
(4)
ثم تبقى الحقيقة التي لايختلف عليها إثنان وهي أن هناك حملة منظمة لاتخطئها العين تستهدف لجنة إزالة التمكين وراءها كوادر النظام المخلوع وقياداته وكل المتضررين من اللجنة، لكن هذا قطعاً لايبرر السكوت عن نقد أداء اللجنة وتجاوزاتها، وإلا لما وجب علينا انتقاد نظام المؤتمر الوطني حينما كان يحتمي بمبررات مثل “الإستهداف العالمي للسودان”، و”الهجمة الإمبريالية الصهيونية على الإنقاذ” و”استهداف المشروع الحضاري” ، فقد كان ذلك كله “استهبال” لاتقاء النقد والتغطية على الفساد، وبالتأكيد هذا ترويج “باطل”، أما النقد الذي تمارسه الصحافة للأداء الحكومي فهو حق ووظيفة ، فلِمَ تلْبِسون الحق بالباطل وأنتم تعلمون ..؟؟؟!!!! فماقام به الزملاء المحترمون هو واجب ووظيفة يقومون بها كما تقوم لجنة التفكيك بوظيفتها وكما يقوم حمدوك بوظيفته، والذي يتجاوز منهم حدود وظيفته ويروِّج للكذب فمكانه ساحة القضاء وليس التخوين واغتيال الشخصية…
(5)
إلى لجان المقاومة والثوار…فضلاً تمسكوا بوعي الثورة ولاتكونوا أبواقاً لزيدٍ أو عبيدٍ من الناس، ولاتصنعوا لنا طغاةً جدداً ولا “عجلاً جسداً” له خوار تعظمونه وتضخمونه وتعبدونه، فإنما الطغاة يصنعهم الجبناء والجهلاء …أفكلما جاءكم من لا يطربكم ويُسمعكم ما لاتحبون استكبرتم وأمعنتم في التخوين وشيطنة الآخرين … هذه الثورة سلاحها الوعي فإن تخلت عنه فليرْتعِ الجهلاء على عرش السودان وليرتقوا ولاعزاء للشهداء ولا الذين تهفوا قلوبهم لقطف ثمار التغيير…..اللهم هذا قسمي فيما أملك.
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.
أحمد يوسف التاي