اسماء جمعة تكتب مشكلة الكهرباء الحالية تكمن في وزيرها

استضاف منتدى كباية شاي الذي تقيمه صحيفة التيار يوم الخميس الماضي،وزير الطاقة والتعدين جادين علي عبيد،وتحدث عن مشكلات الكهرباء والتي عزاها اساسا إلى سياسات النظام المخلوع، وهو أمر معروف لا يختلف عليه اثنان، كما جاوب على كثير من الأسئلة التي طرحت عليه،وحقيقة أسلوبه في الكلام وردوده تجعلك تشعر بأنك أمام أحد قادة النظام المخلوع، كان حديثه جافا ومحبطا وغير علمي وفيه الكثير من المغالطات، واثبت أنه لا يجيد التفكير خارج الصندوق،وليس أدل على ذلك أكثر من رهنه تحسُّن الإمداد الكهربائي، باستمرار الدعم المالي لشراء الوقود والاسبيرات للتوليد الحراري الذي يمثل «50%» من الإنتاج، وكأنما يؤكد لنا انه غير مستعد لفعل شيء إلا بتوفير المال، وحقيقة انطبق عليه قول المثل (جابو فزع بقى وجع).

السيد جادين لم يقدم لنا تقريرا بما قام به من عمل منذ أن وصل إلى الوزارة في شهر فبراير الماضي، وكان حديثه كله عبارة عن كلام عام أي موظف في الوزارة يمكن أن يقوله، حاول أن ينفي أنه غير فاشل ولكن اثبت الأمر على نفسه بالدليل.

جادين اثبت من حيث لايدري انه هو سبب أزمة الكهرباء الحالية،فحسب علمي الوزير السابق عادل علي ابراهيم اجرى الكثير من التحسينات في القطاع بالجهد الذاتي، وكان قد وعد باستقرار التيار الكهربائي خلال أشهر قليلة، ولكن اتفاقية السلام ذهبت به وجاءت بجادين في محاصصات الحركات ورغم أنه وجد الطريق معبدا إلا أنه لم يتمكن من فعل شيء.

في يوم الخميس،24 يناير 2020 استضاف المنتدى نفسه وزير الطاقة والتعدين السابق عادل علي ابراهيم وكان حديثه صريحاً وشفافاً ومتواضعا ومختلفا عن جادين، في البداية قدم للحضور تقريرا عما قام به خلال الشهور التي تسلم فيها العمل وعن الوضع الكارثي الذي يقوم بمعالجته دون أن ينتظر توفير المال من قبل الحكومة، وكشف عن عمق الدمار الذي أصاب مجال الطاقة والتعدين، وقال إنه أسماه بالخاءات الثلاث (خراب وخسائر وخوازيق)، ورغم ذلك حمل للشعب السوداني أخبارا سارة كثيرة لم نر منها شيئا بعدما جاء جادين والذي يبدو اننا لن نرى معه بشريات.
حديث السيد عادل علي ابراهيم أثار إعجاب الحضور الذين شعروا أن هناك عملاً عظيماً تم جعلهم يتفاءلون ويستبشرون خيرا، حتى أنهم سألوا الوزير(ليه ماكلمتونا) بكل هذا العمل والأخبار السارة لنطمئن، فكان رد الوزير هو اعترافه بضعف إعلامهم واعتذر لأنه انغمس في العمل وليس من عمله أن يعلن عما يقوم به.

أجمل ما سمعته من السيد الوزير عادل يومها قال إنه استعان بالشباب السودانيين المهندسين العاملين في المحطات الذين كانوا مهمشين أيام النظام المخلوع، وقد أنجزوا له المهام الصعبة التي لم يكن يتخيل أنهم سينجزونها، حتى تلك التي تحتاج إلى خبراء وعدوه بإنجازها، وقال ان مثل هذه الصيانة كان النظام المخلوع يستقدم لها خبراء من الخارج (بالكومشينات) ويدفع لهم ولنفسه ملايين الدولارات، أين هؤلاء الشباب يا جادين علهم بخير؟.

أرجو من السادة القراء إعادة الاستماع لحديث وزير الكهرباء السابق عادل علي ابراهيم لتعرفوا أن مشكلة الكهرباء تكمن في الوزير النرجسي جادين الذي اثبت أنه يحمل جينات الكيزان التي تحملها كل الأحزاب والحركات وأن اختلفت المسميات.

صحيفة السوداني

Exit mobile version