بسط الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يديه لعناق رئيس إقليم كردستان العراق، الصديق القديم منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي، إبان حرب شنّها رئيس النظام العراقي السابق صدام حسين، على سكان الإقليم.
لقاء هو الخامس يجمع رئيس إقليم كردستان نجيرفان بارزاني، بالرئيس الفرنسي ماكرون الذي وصل إلى أربيل مركز الإقليم، فجر اليوم الأحد، قادما من العاصمة العراقية، بغداد، حيث شارك في مؤتمر دول الجوار بحضور إقليمي، مساء أمس السبت.
وقاد بارزاني سيارة ضيفه ماكرون لدى وصوله إلى أربيل التي انتقل منها ظهر اليوم إلى مدينة الموصل مركز نينوى، شمالي العراق، حيث ذهب في إطار زيارته إلى كنيسة الساعة التاريخية التي دمرت في عام 2016 على يد تنظيم “داعش” الإرهابي (المحظور في روسيا الاتحادية).
صداقة قديمة
قال الكاتب والباحث المتخصص في الشؤون الكردية، كفاح محمود، في تصريح خاص لـ”سبوتنيك”، اليوم الأحد، “إن الجميع يعرف أن فرنسا وإقليم كردستان تربطهما علاقات قديمة تعود إلى سنة 1991، حينما شن جيش النظام العراقي السابق هجوما على كردستان وتسبب بتهجير 3 ملايين نسمة من سكان الإقليم إلى كل من تركيا وإيران”.
وأضاف محمود: “في تلك المأساة طرحت فرنسا حماية السكان في الإقليم وأصدر قرار من مجلس الأمن الدولي بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية القرار (688) الذي بموجبه تأسسّ الملاذ الآمن، وعودة المهجرين الذين هاجروا وتم إجراء انتخابات عامة وولدت بعد ذلك فيدرالية كردستان”.
واستطرد الباحث: “هذه العلاقة استمرت بين فرنسا وكردستان، عندما تعرّض الإقليم إلى هجمات على يد “داعش” الإرهابي في عام 2014، وزار الرئيس الفرنسي الإقليم وذهب إلى الجبهة حينها”.
ملفات
وكشف محمود عن الملفات التي يحملها الرئيس الفرنسي ماكرون في زيارته إلى إقليم كردستان، وعلى رأسها دعم الإقليم وقواته ولاسيما البيشمركة.
وأكمل: “كذلك يؤكد ماكرون أن القوات الفرنسية ستبقى في إقليم كردستان بطلب من الحكومة العراقية، كونها قوات حليفة وصديقة ومساندة للقوات العراقية والبيشمركة كما أنها عضو مهم جدا ورائد في حلف الناتو الذي يعاون الحكومة المركزية والإقليم في مكافحة الإرهاب”.
لقاءات مع الضحايا
ولفت محمود إلى أن “الرئيس الفرنسي التقى بالناجية الإيزيدية، نادية مراد، ويبحث في ملف مهم يتعلق بما تعرض له أبناء المكون الايزيدي في سنجار من الإبادة على يد تنظيم “داعش” الإرهابي في مطلع أغسطس/ آب عام 2014.
ونوه محمود، كما توجّه الرئيس الفرنسي إلى مركز محافظة نينوى لزيارة “كنيسة الساعة” بالموصل، وجامع النوري ويلتقي بطلبة جامعة الموصل.
الجدير بالذكر، أن “كنيسة الساعة” التي يعود تاريخ بدء بنائها إلى عام 1866، والتي كانت مركزا للآباء الدومنيكان في الموصل، تعرضت للتدمير على يد تنظيم “داعش” الإرهابي، وكذلك الحال بالنسبة لجامع النوري ومأذنته الحدباء والذي يعد من الجوامع التاريخية الشهيرة في العراق، ويعود تاريخ بنائه إلى عام 1172م.
واختتم الكاتب والباحث المتخصص في الشؤون الكردية، أن “الرئيس الفرنسي سيعقد مؤتمرا صحفيا في أربيل قبل أن يغادر إلى عاصمة بلاده باريس، مساء اليوم”.
اللافت أنه في مطلع أبريل/ نيسان 1991، قدمت فرنسا مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي تطلب فيه إدانة القمع العراقي للأكراد في الشمال، عقب ثورتهم على رئيس النظام العراقي السابق، صدام حسين، باللتزامن مع العمليات العسكرية لحرب الخليج الثانية، فصدر القرار رقم 688 من مجلس الأمن، يوم الخامس من الشهر نفسه مطالبا العراق بالكف عن ملاحقة الأكراد واحترام حقوق الإنسان العراقي وحث هيئات الإغاثة الدولية على التجاوب مع احتياجات اللاجئين الأكراد، الذين توجه نحو مليون شخص منهم إلى إيران وتركيا، كما حث العراق على السماح للهيئات الإنسانية بالحرية الكاملة في توصيل المساعدة إلى أي عراقي في حاجة إليها.
العربية نت