بدل ان يرفضوا الانضمام الى الالية من الاول لحظة اخطارهم، اختار البعض التنصل من الية مبادرة حمدوك بعد أن تم إعلان اسماءهم، بمراجعة أسماء المتنصلين من الرجال والنساء يظهر أنهم اما شيوعيين او تحوم حولهم شبهة الكوزنة، ليظهر مجددا المخطط الشيوكوزي لضرب الفترة الانتقالية.
ما حدث من كوادر الشيوعيين والكوادر ذوو الخلفية الكيزانية من تنصل بطريقة ذات فرقعة إعلامية و( شوو) من الآلية يثبت مجددا ان هذين الفصيلين هما علة هذا البلد ومرضه المزمن، وأن شفاء السياسة السودانية وعافيتها متعذرة في وجودهما.
ما يستغرب له أن معظم كوادر الحكومة ما عدا حزب الأمة القومي هم كوادر يسارية حمراء فاقع لونها، ومع هذا يناصبها فصيل آخر من اليسار فاقع الأحمرار العداء، حتى لم نعد نعلم هل هي حرب حقيقية ام هو مجرد تبادل أدوار بين الجناحين، حتى يكونوا في كلا الكفتين، فأيهما رجحت، فمكانهم محجوز.
اما الكيزان فهم بكل تأكيد أصحاب مصلحة في تعطيل مبادرة حمدوك ومنع أي تقارب ممكن بين كيانات السودان وقواه الحقيقية السياسية والمجتمعية، لذلك متوقع ان يعملوا ( بأيديهم وأرجلهم) من أجل إفشال هذه المبادرة.
المبادرة لأول مرة تستقطب قادة المجتمع من الأعيان الجهوية وقادة الحركات المجتمعية والدينية، وهذه مقاربة صحيحة لاستهداف المجتمع السوداني الحقيقي، الذي لا يوجد في الأحزاب السياسية ولا في في لجان المقاومة ولا تجمعات المهنيين، وهو للاسف طيف مهم من المجتمع أهمل بصورة كارثية، وتم تجاوزه كثيرا، على الرغم من أنه يمثل قاعدة جماهيرية عظيمة، ناظر واحد او زعيم طريقة واحد من الذين احترمتهم مبادرة حمدوك يملك من الجماهيرية ما يوازي جماهير أحزاب قحت بكاملها مع استثناء حزب الأمة القومي.
هذا الوجود الجديد الداعم للحكومة الذي جاء به حمدوك في الالية، أصاب في مقتل مخططات الباحثين عن قبر الوجود الاجتماعي السوداني عبر منظومات جديدة مرتبطة بالثورة لا تملك من المجتمع والجماهيرية سوى النذر اليسير، وهي خطة يسارية حمراء تم التخطيط لها عبر اختطاف تجمع المهنيين ولجان المقاومة ولكنها انكشفت في وقت مبكر وتم فضح المخطط.
الكيزان والشيوعيين متماهين بدرجة كبيرة في العمل من أجل إسقاط الحكومة الانتقالية، الكيزان يهاجمون حمدوك وحكومته ويتوددون للعسكر، والشيوعيون يهاجمون العسكر ويتوددون للطرف المدني، منتهي التنسيق، كل طرف يستهدف طرف من الحكومة ويرخي للاخر.
لم يكتف الشيوعيون والكيزان بالعمل على إسقاط حكومة حمدوك فقط، بل ها هم يبدأون العنف في الجامعات، حيث نقلت الأخبار ان كوادر الجبهة الديمقراطية (اسم الدلع لتنظيم الطلاب الشيوعيين بالجامعات) اشتبكوا في جامعة بحري مع كوادر حركة العدل والمساواة وهي كما نعلم حركة ذات جذور اسلامية فمؤسسها الدباب الدكتور خليل إبراهيم وورثها شقيقه الدباب الدكتور جبريل ابراهيم، الشيوعيين والإسلاميين يعيدون دوامة العنف للجامعات، الجامعات التي من المفترض أن تكون سوح للعلم والتعلم والرقي والأفكار يحولونها في عهد الثورة والحرية إلى ساحات حرب وضرب وسيخ! فهل نتوقع من امثال هؤلاء ان يدعموا مبادرة حمدوك السياسية السلمية؟!
على آلية مبادرة حمدوك ان تتخطى كل المتنصلين وتحل محلهم باخرين لا ينتمون لهذين التيارين، وتواصل عملها الوطني من أجل البحث عن مظلة توحد القوى الثورية الوطنية المؤمنة بالمضي بهذا الوطن إلى الأمام لا إعادته مرة أخرى إلى الصراع العبثي.
صحيفة السوداني