اكسروا الحاجز.!!

شمائل النور
ضاقت حديقة صحيفة “التيار” بحضور منتدى “كباية شاي” أمس الأول الخميس. استضاف المنتدى وزير الطاقة؛ جادين، ولأن قضية قطوعات الكهرباء هم يشغل كل الناس، سيتبادر إلى أذهان الجميع أن هذا الحضور الكبير جاء للحصول على إجابات حول همه الشاغل، وهذا صحيح؛ لكنه ليس بالمطلق.
ذات المنتدى استضاف قبل فترة وزير شؤون الرئاسة؛ خالد عمر، وضاقت الحديقة بالحضور أيضاً. نفس الحضور الذي يبحث عن إجابات لكل شيء.
الذي يُمكن استخلاصه، هو حاجة هذه الجماهير لمن يتحدث لهم ويجيب عن تساؤلاتهم من جانب الحكومة.
قبل فترة استضافت إحدى إذاعات (الاف ام) الاستاذ محجوب محمد صالح، ومما ذكره توصيفاً لهذا الجمود ما معناه أن (الوضع السياسي والاجتماعي في هذه البلاد لا يوحي بثورة).
و الراصد للنشاط السياسي والثقافي بعد الثورة؛ يلحظ حالة جمود محيّرة، بل إن النشاط خلال فترة العسف الأمني كان أفضل حالاً، ومما لاشك فيه أن هذا الجمود يخلق فراغاً عريضاً لا تملأه إلا الفوضى والغوغاء.
أما فيما يتعلق بالنشاط الرسمي حول عملية التواصل بين الحكومة والمواطنين، فهذه الأخرى غائبة تماماً. أُسهب حبر كثير في حث الحكومة على الخروج إلى الناس والتواصل معهم، وتحدث البعض إليهم مباشرة، يسمعون جيداً ويؤيدون لكن دون جدوى، وهذا وضع غير أنه مختل فهو يقود لنتائج غير محمودة، أقلها تسميم المناخ العام بالإشاعات والأكاذيب ونسج القصص التي لا أصل لها.
على الدوام الشارع متعطش للمعلومات حول وضعه السياسي، الاجتماعي، الاقتصادي والأمني، هذا التعطش تقابله الحكومة بسد أذنيها تماماً، وإن تكرمت، سربت بعض المعلومات أو خطابات إلى مواقع التواصل الاجتماعي، ولأجل تغذية الصراع السياسي، باتت أهم خطابات الدولة الصادرة من مؤسسات سيادية منشورة على قارعة الأسافير على نحو مبتذل.
وقضية التواصل بين الحكومة والمواطنين ليست محل جدل أو نقاش حول أهميتها، بل هي الركن الرئيسي في خلق الثقة بين المواطن والحكومة، وكلما أحكمت الحكومة وسائل تواصلها مع الشارع بالمعلومات الحقيقية زادت ثقة الشارع فيها وانتفت الحاجة التي تجعل الحكومة على الدوام في محل دفاع أو ردة فعل.
أخرجوا من المكاتب وتحدثوا إلى الناس حول قضاياهم الملحة، اكسروا هذا الحاجز، حاجز فوبيا الشارع التي باتت مسيطرة على أعضاء الحكومة.

صحيفة اليوم التالي

Exit mobile version