التفكير في الإصلاح السياسي أو المصالحة أو استكمال المؤسسات وتشكيل المحكمة الدستورية.. كله كلام جميل ومبادرة حمدوك لا تزال مقبولة .. وغير ذلك من كل الجهود .. لا يوجد وطني عاقل يرفضها. لكن الانهيار التنفيذي الذي يحدث الآن وفشل الموسم الزراعي بسبب قرارات خاطئة وتخبط وليس دولة عميقة ولا فلول ولا شماعات ويضاف إليه تراجع مريع لصادر الماشية وغيره من المشكلات التي دخلت في العضم وتتضرر منها ملايين وليس مجموعات ناشطين خرطوميين من زوار السفارات ومرتادي المؤتمرات وورش العمل.
هذه القطاعات الضخمة عندما تفقد القوت والعمل ستتساقط أطراف من مجتمعاتها في عمل مسلح حتما وستحدث فوضى لن يدفع ثمنها مرتادو مثلث أوزون بل ٤٠ مليون مواطن.
قد يروق للناس ترشيح شخصيات أخرى “كيوت” وناعمة لديها علاقات مع منظمات جندرة لتكون مقبولة لدى بعض الجهات الاوربية وقد يختزل البعض استبدال حمدوك في ترشيحات قحت .. ولكن ماذا بقى من قحت .. هي ذاتها تحتاج لفرصة لاعادة انتاج نفسها بعد فشلها الذريع والا لن تحصل على اي نجاح في اقرب انتخابات.
السودان يحتاج إلى بلدوزر تنفيذي ورقم سياسي ورجل لديه خبرة في الداخل .. رجل يعرف المزارعين والرعاة والتجار ولا تنطلي عليه ألاعيب السياسيين .. رجل لن يكون “دلدول” لمؤسسة عسكرية ولا “زول هرشة” امام قوى مدنية، لانه رجل وطني منتمي للتراب الوطني.
مسار عندما كان والي في نهر النيل .. مر على مشروع فيه ترعة كاسرة .. نزل وأجر عمال سدوا الترعة وهو مشروع خاص لا يعلم صاحبه ثم مضى لمكتبه وبحث عن صاحب المشروع وقال ليه لو داير ترجع لينا قروشنا رجعها.
عندما كان وزير اعلام اختلف حول تعيينات من صلاحياته قام بها البشير استقال وركل المنصب وقامت بعدها الاجاويد والوساطات ولم تفلح إلا بعد جلسات تصفية تعالت فيها الأصوات .. وتحقق فيها المثل “وجوه الرجال خناجر”
رجل حديدي … واهم شيء منحاز للقطاعات المنتجة وليس النخب السياسية.
لتستمر مبادرة حمدوك .. وليستمر حمدوك في موقع يتناسب مع عطاءه وكسبه المحلي والدولي .. هو ايضا فيه ميزات نادرة .. وحتى ناشطي أوزون ممكن يكونوا جزء من التشكيلة وجسر بين السودان وبعض الدوائر حتى لا تتحول من التغلغل البطيء إلى العداوة الصريحة وتضرب الانتقال بلا رحمة، التوازنات لا تزال مطلوبة لكن ليس خصما على الجهاز التنفيذي ومصالح الملايين.
لكن اذا لم يستلم السودان شخص بمواصفات البلدوزر التنفيذي السياسي عبد الله مسار .. واطتكم أصبحت.
انا قلت رأيي ولو ضيعتوه ستندموا يا شعب يا سوداني.
بقلم مكي المغربي