بقلم / صبري محمد علي (العيكورة)
من يقرأ الحوار الذي نشرته [الانتباهة اونلاين] بالامس ولا يعرف شخصية الدكتور ابراهيم الامين الوطنية والحزبية لأقسم انه يقرأ لمحلل سياسي ضليع شخص الشأن السوداني منذ سقوط الانقاذ ثم لم يترك شاردة و لا وارده خلال ما مضي من عامي الفترة الانتقالية الا وقتلها بحثاً وتحليلاً وتصويباً واعترافاً واعتذاراً ايضاً انتقد حمدوك والمجلس السيادي بشقيه والحرية والتغيير و مجلسها المركزي ولم يستنكف ان يصرح باستحوازها على الثورة والفجوة السحيقة التى احدثتها في ما بينها وبين الشباب و ما بينها وبين الشعب السوداني . اعترف ان المجلس التشريعي تاخر لمصلحة مجلسي الوزراء والسيادي اللذان اختطفا التشريع بلا رقابة لم ينكر الفساد (القحتاوي) والتمكين رغم ان من يقوم به هى احزاب (مجهرية) لا حظ لها فى صناديق الانتخابات . الدكتور اعترف بفشلهم فى رفع المعاناة عن كاهل المواطن واقر ان غياب المؤسسة القضائية والمحكمة الدستورية والنائب العام ورئيس القضاء اخلت بضلع مهم من اضلاع الثورة الثلاثة وهي (العدالة) . لم يغفل دكتور ابراهيم ان يشير الى ان الحاضنة التى يشارك فيها حزبه مصابة بداء (الولاء المزدوج) ولا اظنه استثني حزبة من ذلك لانه اطلقها على عموم اللفظ (الحرية والتغيير) وحزب الامة الذى هو نائباً لرئيسه هو ضمن هذه الحاضنة . يعنى الجماعة (كراع مع الحرية والتغير وكراع مع احزابهم) وهذا ما استنكره الدكتور . ولا اعتقد اياً منهم سيتخلي عن هذا الولاء المزدوج والا فمكانه الطبيعي سيكون الشارع ! اليس كذلك يا دكتور ؟
نعود لما ابتدرت به المقال فلو كان الدكتور ابراهيم الامين محلل سياسي او اكاديمي لصفقت له ملءُ يديّا على هذا التحليل الضافي ولكن الرجل يجالس كل هؤلاء (الفاشلين) فاين دورهم كحزب غير اطلاق المبادرات ثم الخروج مغاضباً ثم العودة ؟ ماذا فعلوا امام حمدوك الذى حمله نائب رئيس حزب الامة النصيب الاوفر من فشل الفترة الانتقالية هل جلسوا معه وناقشوه و ارشدوه الى الطريق القويم ام ان (الحكاية طق حنك) خارج المجالس الرسمية !
كنت اتمني لو وقف حزب الامة موقفاً اقوي من هذه المواقف التحليلية بان ينسحب يا اخي من هذه الحاضنة الرخوة طالما انها بهذا السوء والوهن والانتهازية فلماذا يجلس حزب بعراقة الانصار مع هؤلاء ؟ . الدكتور قال انه لا يشك فى وطنيتهم ! عن أي وطنية يا دكتور تتحدث وقد ذكرتها بنفسك ان البلد اصبحت (سائبة) ومرتعاً للاستخبارات الخارجية ! اعتقد ان المبادي لا تتجزأ فلم تماهى حزب الامة مع ملف التطبيع ولماذا اسكتته وزارة الخارجية واقعدته عن التواصل مع الاخرين كما ذكرها الدكتور (لفينا السودان كلو) كان ذلك بعد السقوط ! أظنها المحاصصة والكراسي و اتساءل ايهما قدم حزب الامة الوطن ام الحزب والمصلحة الشخصية طيلة العامين الماضيين ؟ مثله مثل الاحزاب (المجهرية) إذاً ما الفرق بين رجل فى قامة الدكتور ابراهيم الامين الذى نكن له كل تقدير وبين آتِ من ميادين اوربا يوم ذاك وكلهم يدعي الوطنية و(حا نبنيهو البنحلم بيهو يوماتي) ! فهل بنيتم طوبة واحدة . صدقوني لو خرج حزب الامة خارج هذه الرجرجة لاستوت سفينة الوطن و ابحرت الى بر الامان . وساقوا القوم قسراً وكرهاً نحو صناديق الاقتراع .
قبل ما انسي : ــــ
واختر قرينك واصطفيه مُفاخراً
ان القرين الى المقارنِ يُنسبُ
صحيفة الانتباهة