مرتضى الغالي يكتب فساد الإنقاذ ليس صدفة…!!

حتى تعرف حقيقة تغلغل الفساد في البنية الأساسية لنظام الإنقاذ والاخوانجية عليك ملاحظة أن (القدوة العليا في الفساد) تبدأ من قياداتهم وأهل بيتهم.. فليس صدفة أن يشيع نهب المال العام وموارد الدولة من الأعلى عند المخلوع ونوابه ووزرائه وولاته و(من حوله) وبهذه المناسبة كشفت النيابة العامة عن تجاوزات وعدة بلاغات واتهامات بمبالغ تقدّر بملايين الدولارات عبر 4 تحقيقات خاصة بقضايا فساد كبرى متعلقة برموز الإنقاذ.. بينهم عبد الرحمن الخضر وهو صاحب سبق في مناصب الإنقاذ العليا وكان من (شراتي) الحزب الكبار وكان والياً على الخرطوم؛ ومنهم احمد محمد علي حسن الشهير بـ(الفشاشوية) مسؤول الإيرادات بالقصر الجمهوري؛ ومنهم وزير التخطيط (العمراني) بولاية الخرطوم عبد الباقي عطا الفضيل..

وتواجه زوجة المخلوع “وداد بابكر” اتهامات فساد (ذات وزن) تحت قانون الثراء الحرام وتجاوزات (ذات اعتبار) وحيازة غير مستحقة للأراضي السكنية والعقارات (أين المال السائل لمنظمتها “الخيرية الأهلية” التي بدأت بخزنة مليئة بمئات مليارات المال العام)..؟!!

الاتهامات لجميع السابقين تقع بالإضافة إلى قوانين الفساد الجنائية تحت قانون الثراء الحرام والمشبوه وقوانين النقد الأجنبي وإساءة استخدام المنصب والفساد المالي والحيازة غير المشروعة.. وسبق أن صادرت لجنة إزالة التمكين من زوجة المخلوع وحدها عشرات القطع السكنية والعقارية والأراضي الزراعية.. وقد تزامن الكشف عن اكتمال هذه التحقيقات مع (هؤلاء المحظوظين) إلقاء القبض على نجل نائب المخلوع “حسبو عبد الرحمن” بتهم غسيل الأموال واستغلال نفوذ أبيه وأصحابه..وبلغت حركة الحساب البنكي لهذا الشاب (ابن المشروع الحضاري) 356 مليارا…! ويمتلك هذا الفتى شركة (إس جي إس) التي تعمل في مجال الأعلاف ويحوز وحده على 99% من أسهمها…

وهي الشركة التي ظلت تحتكر بورصة ومداولات الأعلاف..! ومن المؤسف أن هذه الشركة (معلومة المصدر) يضم مجلس إدارتها رجال أعمال كبار (ولا ندرى كبار في ماذا.. وهم يخوضون في هذا المرتع الوخيم)…!! وتزامنت هذه الوقائع مع إصدار حكم بالسجن على زوجة وزير التخطيط عبد الباقي المتهم المذكور أعلاه تحت جرائم المعلوماتية..! ولا تفوت مناسبة والى الخرطوم عبد الرحمن الخضر دون أن نتذكّر أن والياً آخر للخرطوم في بواكير أيام الإنقاذ (له زبيبة صلاة على جبهته) كان متهماً بسرقة الكهرباء من أحد بيوت الله مخالفاً عهد الأمانة وقسم الولاية و(قراءة العداد) ولائحة القدوة في المشروع الحضاري الإنقاذي)..!

طبعاً كل هذه الاتهامات التي صدرت عن النيابة أو التي كشفت عنها لجنة ازالة التمكين تُعد من الجرائم الصغيرة التي لا تكشف إلا طبقة الثلج الرقيقة من جبل الجليد و(ايسبيرج الإنقاذ) في الجناح الشمالي وحده من القارة القطبية..لكن قصدنا الإشارة إلى تغلغل الفساد في الإنقاذ من رأسها إلى قدميها..وان هؤلاء القوم لا يتورّعون من الفساد الذاتي الشخصي.. ولا تنسى مثلاً أن “حسبو عبد الرحمن” كان من الذين يكثرون من التمتمة بالوعظ والتأصيل والتذكير بمخافة الله وطهارة اليد والحث على التقى، ويريدنا أن نتصور أنه لا يعلم أن ابنه الشاب يمتلك أكثر من 350 مليارا وان له شركة بحروف أجنبية، يتقاطر عليها كبار رجال الأعمال طلباً لمودتها..!

طبعاً كل هذا عدا الاتهامات الخاصة بنائب الرئيس الآخر ومساعدي المخلوع الآخرين وأمين الحركة الإسلامية ووزير المالية المُتهمين في سمسرة (خط هيثرو) وقائمة قطع أراضي وشركات كرتي وعبد الباسط وأسامة عبد الله وفضل محمد خير وأموال النفط و(الجاز)..وسارقي أراضي المنشية وأباطرة كافوري من قادة الإنقاذ الكبار.. فقط أردنا أن نطالع معاً أبعاد الفساد الذي أطلقته الإنقاذ في البلاد وأغرقت به سمعة السودانيين في الوحل.. وجعلت بعض الأسر التي كانت تعتز بالكفاف تستطعم اللقمة الحرام .. يا للكسوف…!!

صحيفة السوداني

Exit mobile version