هل من مجيب.؟
هل تحولت الخرطوم إلى مدينة غير آمنة؟ تعج مواقع التواصل الاجتماعي بحوادث النهب والسلب تحت تهديد السلاح جهارا نهارا، عصرا وليلا.
وقبل أن تزول الدهشة عن حادثة تطل إليك حادثة أكثر دهشة. على سبيل المثال، أصدرت إحدى إذاعات “اف ام” بيانا مطولا حول تعرض طاقمها إلى حادثة نهب تحت تهديد السلاح من قبل قوة مرتكزة قرب الكبري، وقبل أن يحاول الناس استيعاب ما حدث، نشر بعض الشباب على صفحاتهم الخاصة حادثة اعتداء جماعي داخل نادي التنس.
نادي التنس هذا يقع داخل أكثر مناطق الخرطوم أمناً، أو ينبغي ذلك، حيث يقع في قلب المنطقة المركزية الأمنية والعسكرية في هذه العاصمة. المهم أن رواية الشباب تقول إن جنود يتبعون للقوات المسلحة اقتحموا النادي واعتدوا عشوائيا على الشباب الموجودين بالضرب وتكسير مقتنياتهم،
هذه الحادثة وتلك مجرد نماذج لعشرات الحالات التي تحدث يومياً، أسبوعيا.
الثابت والذي بات الجميع على يقين حوله هو أن الوضع لم يعد آمناً وأن حديث الناس وشغلهم الشاغل بات قضية الأمن، وما كنا نسمعه او نقرأه في صفحات الجريمة في الصحف اليومية أصبح اليوم واقعاً في كل مكان ولم يعد قاصراً على منطقة طرفية عصية على الشرطة وتسيطر عليها العصابات.
زميلان، صحفية وصحفي، تعرضا خلال الأسبوع الفائت لمحاولات نهب داخل سياراتهم. حاول اللصوص اقتحام السيارتين وسط ازدحام مروري في قلب شارع الجمهورية وخلال ساعات النهار.
السؤال الذي يتبادر للذهن، من أين للصوص هذه الجرأة المريبة، وهل تلاشت نظرية أن اللص شخص جبان، يتحين الأوقات الميتة والشوارع الميتة.
هذه الجرأة التي تدفع بلص أن يقتحم عربة من أبوابها الخلفية، أو حينما يجدها مغلقة بتأمين، يضرب بشدة على زجاج الأبواب الأمامية كما حدث مع الصحفية؛ هبة ويظل يحاول حتى يرفع سائق مركبة عامة صوته ويصيح إنه لص، وهذا يحدث نهارا والحركة متوقفة من شدة الازدحام، هل هذه الجرأة طبيعية؟
تقريبا ثبت أن الخرطوم تحولت إلى صفحة جريمة في صحيفة يومية وهذا ليس مثيراً للدهشة أكثر من الصمت الرسمي حيال هذا الوضع. والصمت الرسمي هذا بات مصاحب لكل الأوضاع، لكن الوضع الأمني لا يحتمل ولا يقبل إلا أن يكون هناك أمر ما يُدبر.
على الحكومة أن تخرج للناس وتتحدث ما الذي يجري ولماذا هذا التراخي، وإن فشلت تماماً في توفير الأمن حتى في دائرة وجودها وحكمها فلتكاشف الناس حتى يتصرفوا في كيف يحافظون على حياتهم وأموالهم.
شمائل النور