استردها من إثيوبيا.. أغنى المناطق الزراعية بحوزة السودان

يقترب السودان من استغلال نحو 3 مليون فدان زراعي في منطقة الفقشة شرقي البلاد، عقب استردادها مؤخرا من قبل الجيش السوداني من إثيوبيا. وتعد مناطق الفشقة واحدة من أغنى المناطق الزراعية في السودان (بحسب سكاي نيوز) تتميز أرضها بالخصوبة العالية، وظلت طوال الـ25 عاما الماضية محتلة من قبل دولة إثيوبيا. بداية الاسترداد وبدأ الجيش السوداني نوفمبر من العام الماضي عمليات عسكرية واسعة استرد خلالها آلاف الأفدنة الزراعية ومئات القرى التي هجرها سكانها عقب قيام ميليشيات إثيوبية مدعومة من قبل الجيش الإثيوبي باحتلال تلك الأراضي، وتتهم الحكومة السودانية إثيوبيا باحتلال الفشقة في سنوات حكم الرئيس المعزول عمر البشير قبل (25) عاما عبر ميليشيات تشكلت من مجموعات سكانية إثيوبية تعمل في النشاط الزراعي حيث تضغط على الحكومة المركزية في أديس أبابا لاستعادة البلدة الغنية بالأراضي الزراعية. استرداد في الوقت المناسب ويقول المزارع السوداني في منطقة الفشقة حسن باجوري لـ”سكاي نيوز عربية” إن الجيش استعاد المنطقة بعد عمليات عسكرية في الوقت المناسب، موضحا أن “الحكومة الانتقالية وعدت بتنمية المنطقة بتشييد الجسور والطرقات الزراعية حتى يتمكن السكان من الاستقرار”. وكانت إثيوبيا رفضت وساطة الخرطوم في أزمة إقليم تيغراي قبل أسبوعين متهمة السودان باحتلال أراضيها في إشارة إلى منطقة الفشقة وقالت إن الحكومة السودانية تفتقر إلى الحياد. زيارة البرهان وحمدوك وفي تطور لافت زار رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك منطقة كودلي الواقعة في قلب الفشقة الاثنين وتعهدا بالعمل سويًا لتنمية البلدة. وذكر البرهان في خطاب أمام قوات الجيش في منطقة الفشقة أن السودان قادر على استرداد جميع أراضيه من الإثيوبيين، لكنه لم يستبعد اللجوء إلى الحل السياسي الدبلوماسي لإنهاء الأزمة بين البلدين الجارين ورفض البرهان اتهام الجيش السوداني بخوض حرب بالوكالة في منطقة الفشقة، مؤكدا أن القوات السودانية تنتشر في البلدة لاسترداد جميع الأراضي. وتابع: “ندعو إثيوبيا إلى إعادة 7 مناطق تقع ضمن منطقة الفشقة”، لافتا إلى أن أديس أبابا يجب أن “تحتكم إلى صوت العقل”. من جهته أكد رئيس الوزراء عبد الله حمدوك أن السودان عاد إلى المجتمع الدولي ما يمكنه من تطوير القوات المسلحة تسليحا وتدريبا، مضيفا أن الجيش السوداني سيظل متواجدا في منطقة الفشقة لممارسة السودان سيادته على أراضيه وقال إن إثيوبيا دولة جارة والسودان يتطلع إلى تحويل الحزام الحدودي منطقة سلام وتنمية. وتطرح الجزائر وساطة على البلدين لإنهاء الأزمة الحدودية وملف سد النهضة ومطلع أغسطس الجاري زار وزير الخارجية الجزائري رمضان العمامرة الخرطوم وأديس ابابا لطرح الوساطة ووافق قادة البلدين مبدئيا على قبولها وتتعرض إثيوبيا إلى ضغوط من مجموعات سكانية تستغل مئات الآلاف من الأفدنة في منطقة الفشقة. الفشقة سودانية ويشدد رئيس مفوضية الحدود في السودان معاذ تنقو على أن الفشقة أرض سودانية طبقا للوثائق التي بحوزة الخرطوم، مشيرا إلى أن التحكيم الدولي سينحاز إلى السودان إذا ما لجأ البلدين إلى ذلك. وتقول رئيس اللجنة العليا لتنمية بولاية القضارف الواقعة شرق السودان نفيسة نوح إن التنمية ضروري للغاية لتحقيق الاستقرار، مضيفة في تصريح لـ”سكاي نيوز عربية” أن “الفشقة يمكن أن توفر للسودان ملايين الأطنان من السمسم والذرة إذا استغلت زراعيا”. وذكرت أن المزارعين الإثيوبيين جنوا ملايين الأطنان من الذرة والسمسم وهي محاصيل مصدرها منطقة الفشقة لأكثر من 25 عاما. وأضافت “الجانب الآخر من الفشقة داخل الأراضي الإثيوبية أراض صخرية غير صالحة للزراعة لذلك المجموعات السكانية تضغط على إثيوبيا لعدم التنازل عن المنطقة لأنها تشكل موردا اقتصاديا لهم”.

الخرطوم (كوش نيوز)

Exit mobile version