قُبيل دخول فصل الخريف دأب قادة قوات الدعم السريع وعلى رأسهم قائدها العام الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس المجلس السيادي الانتقالي وقادة قطاعات ولايات دارفور وكردفان يدفعون بعدد من التعزيزات العسكرية الى كل ولايات دارفور وولايات جنوب وشمال وغرب كردفان، وذلك لمنع وقوع أي صراع محتمل بين الرعاة الذين يتجهون شمالًا بمواشيهم في بداية كل خريف وتسمى بعملية الترحال شمالاً الى (المخارف) وعقب انتهاء موسم الخريف يعودون الى الجنوب وتسمى (المصيف) كأنها رحلة الشتاء والصيف بحثاً عن الماء والكلأ والأعشاب المغذية للماشية .
نظرة بعيدة
ومن المعروف أن الصراع في دارفور الذي امتد طويلاً كانت واحدة من مسبباته الصراعات التي تندلع بين الرعاة والمزارعين حول الأرض، ويشير مراقبون الى أن انتهاج قوات الدعم السريع منع مثل هذه الاحتكاكات التي تحدث في مواسم الزراعة يمثل وأداً للاقتتال المحتمل في مهده، فهي بانتشارها الواسع في الأراضي الزراعية تسيطر ببراعة على الأوضاع على الأرض وتمنع الاحتكاكات التي يمكن أن تنشأ بإدخال الرعاة حيواناتهم في مزارع المزارعين ما يجعلهم يدافعون عن محاصيلهم ويدخلون في صراعات قد تتحول الى اشتباكات يمكن أن تزدي بحاية الكثير من ابناء دارفور كما كان يحدث في السابق.
ويؤكد الخبراء أن تلك نظرة بعيدة المدى لقوات الدعم السريع تهدف من خلالها لتحقيق الأمن والاستقرار لمواطن دارفور.
تعزيزات
ضمن هذه التعزيزات العسكرية التي تقوم بها قوات الدعم السريع؛ قام العميد علي يعقوب جبريل قائد قطاع ولاية وسط دارفور بإرسال قوات عسكرية بكامل عتادها الى محلية أم دخن التابعة لولاية وسط دارفور بهدف تأمين الموسم الزراعي هناك، والحفاظ على الأمن والاستقرار حتى ينعم المواطن في المحلية بالأمن والأمان، ويشير الخبراء في حديثهم لـ(الصيحة) بأنّ قادة قوات الدعم السريع وعلى مدى العامين الماضيين كانوا يقومون بإرسال مثل هذه القوات لحماية الموسم الزراعي في كل أرياف إقليم دارفور وكردفان، وذلك حفاظاً على الأمن والاستقرار والسعي الجاد لعدم وقوع أي احتكاكات بين المزارعين والرعاة حتى نهاية موسم الحصاد .
أدوار صعبة
يرى الخبراء بأنّ قوات الدعم السريع مؤهلة تأهيلاً كاملاً لتلعب هذه الأدوار الصعبة لأنها قوات لها إمكانيات كبيرة وسريعة الحركة والانتشار، وبالتالي فهي تقوم بمثل هذه المهمات الصعبة لكي تحافظ على الأمن والاستقرار والمحافظة على ممتلكات المواطنين ودعم التعايش المجتمعي بين كل مكونات المجتمع من رعاة متجولين ومزارعين مستقرين، ويشيرون الى أن تواجد قوات الدعم السريع وسط المواطنين في القرى البعيدة يكسب تلك المجتمعات إحساس الأمان كما يكسب قوات الدعم السريع احترام المجتمع، فضلًا عن أن وجود قوات الدعم السريع وسط القرى البعيدة يمكن أن يضفي عليها مسحة أمان من شأنها تشجيع النازحين واللاجئين للعودة إلى قراهم، وبالتالي عودة الحياة في دارفور رويدًا رويدًا إلى سابق عهدها.
عمل مشرف
يرى المحلل السياسي والخبير في فض النزاعات دكتور عبد الله عبد الكريم أنّ ما تقوم به قوات الدعم السريع في السنتين الماضيتين وفي هذه السنة في موسم الخريف عمل مشرف جداً أدى بدوره إلى تناغم الحياة في الريف خاصة في إقليمي كردفان ودارفور، ومنع وقوع أي احتكاكات بين الرعاة العابرين بمواشيهم والمزارعين المستقرين، ويقول د. عبد الله في حديث لـ(الصيحة) إن كل هذا العمل الجليل كان لقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو اليد العليا فيه، وهو رجل المهمات الصعبة ويعرف أدق التفاصيل في الصراعات والنزاعات التي تحدث في فصل الخريف بين المزارعين والرعاة حتى موسم الحصاد، فلذلك يسعى دائماً قبل بداية موسم الخريف بإرسال مثل هذه التعزيزات العسكرية لتحافظ على الأمن والاستقرار وتحافظ على شعرة معاوية بين المزارعين والرعاة وهما يشكلان وجهين لعملة واحدة بدعمهما السخي ورفدهما خزينة الدولة من المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية بالعملات الحرة التي تحتاج إليها خزينة الدولة السودانية.
تاريخ
ويشير المراقبون إلى أن قوات الدعم السريع اضطلعت بأدوار كبيرة عقب سقوط نظام الإنقاذ خاصة الأعمال غير العسكرية فقد عملت على الانتشار والانفتاح على عدد من المحاور المجتمعية مثل أدوارها في إغاثة المتضررين من الفيضانات التي ضربت ولاية النيل الأبيض في العام 2019م، وكذلك دورها الكبير في مكافحة البعوض ونواقل الأمراض في ولايات الخرطوم والشمالية ونهر النيل خلالف فيضانات العام الماضي بالإضافة لدورها الكبير في تعقيم المؤسسات والأسواق وتوزيع ملايين الكمامات خلال فترة انتشار جائحة كورورنا، مبينين أن دورها لم يقتصر فقط على أقليم دارفور بيد أن دورها في الإقليم يظل الأكبر والأكثر تأثيراً كونه مرتبط مباشرة بأمن واستقرار المواطنين.
صحيفة الصيحة