السودان قبلة السياح القادمة

لسببٍ لم تُدرِك كنهه طيور الروابي، حين يمسك البني آدم السوداني بمِقود أي فكرة رائجة (بقوم بيها سداري على طول) .. متحمس دائماً حماسي كعضو نشط في حماس. الشيوعي السوداني أكثر تعصباً من لينين. الإخواني أكثر تعصباً من حسن البنا. القومي العربي أكثر تعصباً تجاه القضية المركزية من ياسر عرفات. السلفي أكثر تعصباً من بن باز. وهذا الأخير، السلفي، أية في العصاب. الراقص الأبرز في حفل عصابنا الجماعي.
• كنت أقرأ عن آفاق السياحة في السودان، وكيف أن إيراداتها في أحد الأعوام تجاوزت (500) مليون دولار بالرغم من البنية البدائية ولكن خطر لي، عند قراءة تجربة وزير السياحة السلفي السابق، أن معوقات السياحة في السودان لن تقف عن حد البنية البدائية ولا عاداتنا الاجتماعية المفارقة لروح وثقافة السياحة في العالم. لدينا أيضاً حظنا من السلفيين الذين لا يرون في حضارة السودان التليدة سوى تماثيل يجب إزالتها عن الوجود لأنها تمثل شركاً وكفراً صريحاً. فتأمل.
• في السعودية، حاضنة السلفية وحليفتها التاريخية بعد، وحتى قبل مشروع التحديث المُعلن الذي يُبشر به ولي العهد محمد بن سلمان المعروف برؤية 2030، قبله بسنوات بدأت المملكة الحديثة تطرح نفسها كقبلة سياحية للعرب والأجانب. ليست سياحة دينية فحسب، بل سياحة عادية (بالدرب العديل) تستقطب لها السياح من الخارج بتعديل قوانينها لتسهِيل الحصول على فيزا سياحية تجذب المستهدفين إلى مناطق آثارها القديمة في تيماء وغيرها. هناك، في المملكة العربية السعودية،
مجهودات من بعثات آثار تعمل لبعث القديم الحضاري في الحجاز ونجد والمنطقة الشرقية.
• وهناك، كإشارة مهمة في هذا السياق، الاهتمام الكبير بالسياحة الثقافية كمهرجان عكاظ؛ جهة الطائف، الجنادرية جهة الرياض، سباق الهجن ومسابقات الإبل (المزاين) في مناطق متفرقة في المملكة، ومهرجانات رقصة العرضة النجدية التي يدعى لها رؤساء الدول الزائرين كما رأينا الرئيس الأمريكي ترامب يرقص حاملاً السيف العربي بجانب الملك سلمان في زيارته الشهيرة.
• يذهب بعض المحللون لشؤون الإقليم إلى أن الحرب الإرهابية في مصر كانت تستهدف ضرب قطاع السياحة في المقام الأول، وقد تضرر قطاع السياحة المصري ضرراً كبيراً، ثم عاد وانتعش الآن بعد الاستقرار الأمني الذي شهدته مصر في عصر السيسي، هذا يقودك إلى أهمية اقتصاديات السياحة في منطقة الشرق الأوسط منبع الحضارات الأولى ومهبط الأديان الثلاثة السماوية.
• يمكن للسودان، بحضارته التي بدأت تجد الاعتراف مؤخراً، أن يكون مهبطاً للسياح الأجانب الذين يشدهم كل ما هو جديد ومغرٍ بالاستكشاف. تذليل عقبات السياحة يجب أن يكون على رأس أولويات الجهات ذات الاختصاص.

محمد المبروك
صحيفة اليوم التالي

Exit mobile version