لا إنترنت في البيوت بتركمانستان إلا لمن يقسم على القرآن

رئيس البلاد التي لا تعترف بوجود إصابة “كورونية” واحدة بين سكانها “فاز” بالمنصب الرئاسي 3 مرات ويغني على التلفزيون ويسابق بالخيول وأمر بنحت تمثال له مطلي بالذهب وآخر لكلبه تركمنستان تركمانستان، المجاورة في آسيا الوسطى لإيران وأفغانستان، ليست بين الأكثر قمعا لشعبها بالعالم فقط، بل بين الأكثر غرابة، فللآن لا تعترف أن “كورونا” سجل، ولو إصابة، بين سكانها المصرّة أن عددهم 6 ملايين و200 ألف، بينما هم أقل من 3 ملايين، مع أن مساحتها 491 ألف كيلومتر مربع، أكبر 3 مرات من مساحة سوريا، و47 مرة أكبر من مساحة لبنان. قبل أيام، ظهر غريب جديد في بلاد ثالث احتياط للغاز الطبيعي بالعالم، وهو قرار يلزم كل من يطلب خدمة الإنترنت في منزله، بأن يضع يده على القرآن ويقسم عند تسجيل طلبه بعدم استخدام تطبيق VPN المتيح الاطلاع على المواقع المحظورة، حسب ما ذكرت صحيفة “التايمز” البريطانية اليوم، في خبر اطلعت “العربية.نت” أيضا على مصدره، مترجما عن إذاعة تركمانية اللغة، تابعة باسم Azatlyk Radiosy لشبكة ناطقة بلغات عدة، تمولها الولايات المتحدة، هي “إذاعة أوروبا الحرة” المتخذة من براغ، عاصمة جمهورية التشيك، مقرا. القرار كان على ما يبدو، بأمر من رئيس البلاد “قربانقلي مالكقليفيتش بردي محمدوف” المكون اسمه بالتركمانية من 38 حرفا، وهو أصلا طبيب أسنان، موصوف بغريب الأطوار، من التي نرى بعضها في فيديو أدناه عن الرئيس الذي ولد في العاصمة Aşgabat قبل 64 سنة، ثم دخل عالم السياسة وأصبح في 2007 رئيسا، وفاز ثانية بحصوله في 2012 على 97% من الأصوات، ثم جدد في 2017 تزويره السهل الممتنع لولاية ثالثة، حصل بانتخاباتها على 98% من الأصوات، فذاع صيت تجديداته، كما ذاعت شهرته بعدائه الشديد لكل موقع إخباري ناقد أو اجتماعي الطراز مستقل. لا “تويتر” في تركمانستان، ولا Facebook أيضا، ولا غيرهما مما يظهر ببطء على شاشة الكومبيوتر، إلا المسموح به من قسم “الأمن الرقمي” في شبكة حكومية رقابتها صارمة، وعدوها الوحيد هو VPN الذي لم يجدوا حلا له حتى الآن، إلا بإلزام الراغب في الحصول على خدمة الإنترنت في منزله بأن يضع يده على نسخة من الكتاب الكريم، ليقسم بأن لا يستخدمه ليطلع به على المحظور. تمثال ذهبي له وآخر لكلبه في العاصمة وكان موقع الإذاعة التركمانية اللغة، نقل عن تركماني لم يذكر اسمه طبعا، قوله إنه طلب العام الماضي خدمة الإنترنت في منزله “فوقعت على كثير من الوثائق، ولما جاء دوري بعد عام ونصف العام، طلبوا مني أن أقسم على القرآن بعدم استخدام VPN الذي لا مواقع تفتح من دونه” إلا التي تحرص السلطات على قمعها، خصوصا المرددة بأن “عدد السكان أقل من نصف الرقم الرسمي، وهو 6.2 مليون نسمة” والسبب، بحسب راديو “أزاتليك” هو انخفاض عدد المواليد وزيادة عدد الوفيات، إضافة لنزوح جماعي مستمر من دولة تصر بأنها لم تسجل إصابة واحدة بفيروس “كورونا” المستجد، لكنها أصبحت الشهر الماضي أول دولة بالعالم تجعل التطعيم فيها إلزاميا لكل البالغين. ومن غرائب رئيس تركمانستان، المولع بقيادة السيارات الكلاسيكية والمنافسة بسباقات الخيول وكتابة موسيقى الراب، على حد ما ألمت به “العربية.نت” من تقرير نشرته العام الماضي صحيفة “الغارديان” البريطانية، أنه أمر بنحت تمثال ضخم له، من أوراق الذهب، نصبوه له في العاصمة “عشق آباد” بارتفاع 28 مترا، ويبدو فيه ممتطيا جواده المفضل “آكان” وبيده اليمنى حمامة، في تقليد واضح لتمثال “الفارس البرونزي” المجسد للقيصر الروسي، بطرس الكبير، في مدينة سان بطرسبرغ. كما أمر الرئيس الذي أصدر عملة خاصة لتكريم سلالة كلاب يحب نوعها، ومعروفة باسم Alabai في تركمانستان، بنحت تمثال لكلبه المفضل، نصبوه في أهم جادة بالعاصمة، وفي إحدى المرات حمل كلبا من السلالة وأهداه للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وحمله بيده من أذنيه في صالون الاجتماع.

الخرطوم( كوش نيوز)

Exit mobile version