محمد عبد الماجد يكتب: كل البلد دارفور

من أجمل شعارات ثورة ديسمبر المجيدة شعارها الذي يقول (يا عنصري ومغرور كل البلد دارفور) – قامت الثورة من أجل الحرية والسلام والعدالة – لو لم تحقق ذلك لكفاها أجر (النوايا) وروعة الشعار الذي رفعه الشارع والشعب.

 ربما الشعار الأكثر تحققاً من بين شعارات ثورة ديسمبر المجيدة – ذلك الشعار الذي أشرنا إليه بدءاً… الآن تبدو أن دارفور في كل شيء – حقاً (كل البلد دارفور) حباً ومودةً – ليس جبراً وسياسة.

 نحن لا نريد أن نقسم الأمور ونقيسها بهذه النظرة (التصنيفية) المعتمدة على الجنس أو اللون أو القبيلة.

 يجب أن نسقط هذه النظرة.

 علينا أن نعلم وأن نعرف أن (اللون) لا علاقة له بصراعاتنا وخلافاتنا السياسية – أكبر دليل على ذلك أن الكثير من النزاعات القبلية التي تشهدها البلاد تحدث بين قبائل خرجت من بطن واحدة… بعضها يحدث في قبيلة واحدة.

 محاولة جر السودان إلى صراعات قائمة على أبعاد (عنصرية) – أمر يجب أن يتصدى له الجميع.

 ليس هناك أخطر من الخلافات والصراعات التي تقوم على نظرة (عنصرية).

 كل أزماتنا مقدور عليها – إلّا ما بنيّ على (عنصرية).

 الفلول قام حكمهم على قاعدة (فرّق تسد) – وهم الآن يدركون أن التفرقة يمكن أن تعيدهم مرة أخرى للحكم – لذلك ينشطون في جانب إشعال النزاعات القبلية والصراعات القائمة على أبعاد عنصرية.

(2)

 في خطابات الفريق أول حميدتي نائب رئيس المجلس السيادي الأول كان فيها (تغول) أو إحساس من حميدتي على أنه يحارب لدوافع (عنصرية).

 حاول حميدتي أن يذكي هذه النيران ليتقدم أكثر.

 وحميدتي قبل غيره يعلم أن الرفض والحرب التي كانت ضد صلاح قوش وعوض بن عوف وكمال عبدالمعروف لا تماثلها أية حرب أخرى على شخصية قيادية بعد الثورة.

 هل يمكن أن يقول هذا الثلاثي أنه أبعد وحرم من (كيكة الثورة) بسبب أنهم أبناء للنيل الشمالي؟

 مني أركو مناوي ومبارك أردول يحاول كل منهما أن يستعطف المجتمع الدولي بالإشارة إلى أن محاربتهما تقوم على مرتكز (عنصري) – في كثير من خطاباتهما وتصريحاتهما تهديدات تنطوي على هذا المذهب ليكسبوا المزيد من الغنائم.

 بعض الناس أدمنوا الإحساس بأنهم (ضحايا) – لأن هذا الأمر يجعلهم يكسبوا أكثر من (الجناة).

 الكثير من أبناء ولايات غرب البلاد – الحبيبة والقريبة إلى النفس أتى بهم إلى مناصبهم تلك – تمثيلهم لتلك الولايات – لهذا ليس هناك منطق في أن يحاربوا أو يبعدوا بسبب تمثيلهم لولايات دارفور – هم من أجل ذلك جاءوا للحكم ومن أجل ذلك قامت الثورة.

 على مني أركو مناوي ومبارك أردول أن ينظرا إلى الحرب التي تعرض لها مدني عباس مدني وهو شخصية أفرزها (الشارع) السوداني – انظروا إلى الاستهداف الذي تعرض له أكرم علي التوم.

 في هذه الثورة لن يرحم أحد – كل من لا يحتمل الانتقادات والاعتراضات عليه أن يبعد من السلطة وأن يجلس في بيته.

 خالد سلك كادت مواقع التواصل الاجتماعي أن تلتهمه – لم ينظر أحد الى قبيلة خالد سلك أو (لونه) السياسي.

 لا يعنيني ذلك كثيراً.

 كلهم سوف يحاسبون.

 من الأمة أو من الاتحادي أو من الحركات المسلحة.

 قامت هذه الثورة على مبدأ المحاسبة.

(3)

 بغم /

 نرجو أن تبعدوا لنا (ألوان) البشرة و (الألوان) السياسية والحزبية من هذه الحسبة.

 كل من يحقق النجاح سوف يحظى بتأييد الشعب ودعمه.

 لا تستفزوا الشعب أكثر من ذلك.

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version