من أجمل شعارات ثورة ديسمبر المجيدة شعارها الذي يقول (يا عنصري ومغرور كل البلد دارفور) – قامت الثورة من أجل الحرية والسلام والعدالة – لو لم تحقق ذلك لكفاها أجر (النوايا) وروعة الشعار الذي رفعه الشارع والشعب.
ربما الشعار الأكثر تحققاً من بين شعارات ثورة ديسمبر المجيدة – ذلك الشعار الذي أشرنا إليه بدءاً… الآن تبدو أن دارفور في كل شيء – حقاً (كل البلد دارفور) حباً ومودةً – ليس جبراً وسياسة.
نحن لا نريد أن نقسم الأمور ونقيسها بهذه النظرة (التصنيفية) المعتمدة على الجنس أو اللون أو القبيلة.
يجب أن نسقط هذه النظرة.
علينا أن نعلم وأن نعرف أن (اللون) لا علاقة له بصراعاتنا وخلافاتنا السياسية – أكبر دليل على ذلك أن الكثير من النزاعات القبلية التي تشهدها البلاد تحدث بين قبائل خرجت من بطن واحدة… بعضها يحدث في قبيلة واحدة.
محاولة جر السودان إلى صراعات قائمة على أبعاد (عنصرية) – أمر يجب أن يتصدى له الجميع.
ليس هناك أخطر من الخلافات والصراعات التي تقوم على نظرة (عنصرية).
كل أزماتنا مقدور عليها – إلّا ما بنيّ على (عنصرية).
الفلول قام حكمهم على قاعدة (فرّق تسد) – وهم الآن يدركون أن التفرقة يمكن أن تعيدهم مرة أخرى للحكم – لذلك ينشطون في جانب إشعال النزاعات القبلية والصراعات القائمة على أبعاد عنصرية.
(2)
في خطابات الفريق أول حميدتي نائب رئيس المجلس السيادي الأول كان فيها (تغول) أو إحساس من حميدتي على أنه يحارب لدوافع (عنصرية).
حاول حميدتي أن يذكي هذه النيران ليتقدم أكثر.
وحميدتي قبل غيره يعلم أن الرفض والحرب التي كانت ضد صلاح قوش وعوض بن عوف وكمال عبدالمعروف لا تماثلها أية حرب أخرى على شخصية قيادية بعد الثورة.
هل يمكن أن يقول هذا الثلاثي أنه أبعد وحرم من (كيكة الثورة) بسبب أنهم أبناء للنيل الشمالي؟
مني أركو مناوي ومبارك أردول يحاول كل منهما أن يستعطف المجتمع الدولي بالإشارة إلى أن محاربتهما تقوم على مرتكز (عنصري) – في كثير من خطاباتهما وتصريحاتهما تهديدات تنطوي على هذا المذهب ليكسبوا المزيد من الغنائم.
بعض الناس أدمنوا الإحساس بأنهم (ضحايا) – لأن هذا الأمر يجعلهم يكسبوا أكثر من (الجناة).
الكثير من أبناء ولايات غرب البلاد – الحبيبة والقريبة إلى النفس أتى بهم إلى مناصبهم تلك – تمثيلهم لتلك الولايات – لهذا ليس هناك منطق في أن يحاربوا أو يبعدوا بسبب تمثيلهم لولايات دارفور – هم من أجل ذلك جاءوا للحكم ومن أجل ذلك قامت الثورة.
على مني أركو مناوي ومبارك أردول أن ينظرا إلى الحرب التي تعرض لها مدني عباس مدني وهو شخصية أفرزها (الشارع) السوداني – انظروا إلى الاستهداف الذي تعرض له أكرم علي التوم.
في هذه الثورة لن يرحم أحد – كل من لا يحتمل الانتقادات والاعتراضات عليه أن يبعد من السلطة وأن يجلس في بيته.
خالد سلك كادت مواقع التواصل الاجتماعي أن تلتهمه – لم ينظر أحد الى قبيلة خالد سلك أو (لونه) السياسي.
لا يعنيني ذلك كثيراً.
كلهم سوف يحاسبون.
من الأمة أو من الاتحادي أو من الحركات المسلحة.
قامت هذه الثورة على مبدأ المحاسبة.
(3)
بغم /
نرجو أن تبعدوا لنا (ألوان) البشرة و (الألوان) السياسية والحزبية من هذه الحسبة.
كل من يحقق النجاح سوف يحظى بتأييد الشعب ودعمه.
لا تستفزوا الشعب أكثر من ذلك.
صحيفة الانتباهة