نعود لنستكمل رحلة الولايات ، ريثما يتمخض جمل ولاة أمرنا فيلد فأراً ، و ينحازوا لصوت الشارع و يحاربوا سوسة الفساد التي بدأت تنخر و بقوة في ثورتنا .
أقول حين قمنا بتدشين مبادرة (وصلني) في بورتسودان كنت حريصة على العمل من داخل الموقف الكبير لأشاهد صدى الاستجابة لترحيل الطلاب مجاناً .
الحق يقال أن كل مواطني بورتسودان الذين تحدثنا إليهم وافقوا جميعاً ودون تردد في توصيل الطلاب مجاناً وكان ذلك بياناً بالعمل ، حيث قام الكثيرون منهم بحمل الطلاب فوراً و أمام ناظرنا والإسراع لتوصيلهم إلى مدارسهم .
في أحدى مدارس بورتسودان والتي كان برفقتي خلالها و خلال جولة السوق ملازم أول مصعب جمال من مرور بورتسودان ، ذلك الشاب يستحق الثناء و التقدير على المجهود الكبير الذي يبذله و الذي تبذله شرطة مرور بورتسودان في توصيل الطلاب الممتحنين و سأنشر لكم تباعاً الصور التي إلتقطتها عدسة الزميل سعيد و هي توثق الدور الكبير لشرطة مرور بورتسودان بقيادة العميد. محمد أحمد عبد الله الزين
إحدى سيارات مرور بورتسودان عربة بوكس كانت تحمل عدداً كبيراً من الطلاب صعدت فيها وجلست بينهم كانت المفاجأة الكبيرة أن هؤلاء الطلاب ينتمون إلى المناطق و الأحياء التي تشهد إحتراباً في بورتسودان .
عربات المرور كانت تعمل في نقلهم من تلك الأحياء الملتهبة إلى حيث مراكز الإمتحانات بعد أن أقيم لهم مركز إمتحان بعيد عن مناطق الإحتقان وثم تقوم تلك الدوريات بإعادتهم مرة أخرى لمنازلهم .
جلست وسط هؤلاء التلاميذ و تجاذبت معهم أطراف الحديث. ويا للدهشة حين علمت أنهم يستذكرون دروسهم معاً و يتبادلون حل الإمتحانات و يشرح أحدهم للآخر ما غاب عنه من فهم، أو درس أو مسألة استعصى حلها .
هؤلاء التلاميذ والذين يقتتل أهاليهم تجمعهم صداقة و محبة و تسامح و أريحية أحسستها في دفء تعاملهم ربما يقتسمون ساندوتش الإفطار و يرتشفون الماء من نفس القارورة .
رأيتهم كيف يفسحون لبعضهم البعض بالجلوس وكيف يمد أحدهم يده للآخر ليساعده على الصعود إلى البوكس في الوقت الذي ومن المحتمل أن والد ذاك التلميذ ربما يذبح في هذه اللحظة والده أو شقيقه
إن ولاية البحر الأحمر و لكي تتغلب على الصراع الدموي والذي يحصد يومياً العشرات من الأرواح ينبغي أن يكون لهؤلاء الصغار دوراً و كلمة فأن ما إلتمسته من روح أخاء بينهم كفيلة بوأد أية فتنة
خارج السور :
غداً أحدثكم عن السقالة و غرفة الماء
* ماذا حدث بشأن أردول *..؟
صحيفة الانتباهة