عقد المؤتمر السوداني مؤتمراً تنظيماً جامعاً استمره عدة أيام نقاش خلاله عددا من القضايا. يوضح رئيس الحزب عمر الدقير في هذا الحوار تفاصيل أخرى تتعلق بمستقبل الحزب وماوراء إعفاء والي شمال دارفور محمد حسن عربي
ما الغرض من المؤتمر التنظيمي لحزب المؤتمر السوداني خاصة في التوقيت الحالي ؟
الغرض هو إجراء عملية تغيير شامل تطال مكامن الخلل والقصور في مفاصل الحزب وتضع لها المعالجات الناجعة، وتعمل على تجديد الخطط والسياسات بحيث تصبح مُتّسقة مع مرحلة البناء الوطني بعد أن كانت مصممة بشكل أساسي للقيام بواجبات العمل النضالي المقاوم في فترة الشمولية البائدة، و تعيد تأهيل مؤسسات الحزب لتواكب أساليب الإدارة الحديثة وتكتسب الفعالية المطلوبة.
ماهي أهم القضايا التي طرحت في المؤتمر التنظيمي؟
ناقش المؤتمر استراتيجية الحزب للأعوام الخمسة القادمة، وأجرى مراجعة دقيقة لدستوره ليتماشى مع مرحلة التحول الديمقراطي والبناء الوطني، بالاضافة لمراجعة الهياكل والبنيات التنظيمية، وتمتين قنوات التواصل بين أجهزة الحزب المختلفة وكل ذلك لتطوير الأداء الحزبي استناداً على ركائز الديمقراطية والمؤسسية وحيوية المنهج، لتأكيد أن يكون الحزب فضاءً حُرَّاً لكل أعضائه وعضواته بما يُمكِّنهم من صياغة مواقفه وضبط بوصلة حراكه بعقل جماعي وإرادة موحدة.
لماذا لم يناقش المؤتمر التنظيمي قضايا المشاركة في السلطة والموقف داخل (الحرية والتغيير؟)
المؤتمر التنظيمي كان مخصصاً لقضايا تنظيمية، وهناك مؤسسات أخرى في الحزب معنية بمناقشة مشاركة الحزب في السلطة وغير ذلك من القضايا السياسية.
هل بالتصويت على فصل الدين عن الدولة يصبح الأمر أحد ثوابت الحزب ومبادئه؟
من ثوابت الحزب – التي لا خلاف عليها – أن تكون الدولة على أساس المواطنة دون تمييز أو تهميش بسبب الانتماء الديني أو غيره تم خلال المؤتمر التنظيمي مناقشة مبادئ الحزب الواردة في مشروع الدستور الجديد، ومن ضمن ذلك قدم المؤتمرون مقترحات حول قضية الفصل بين الدين والدولة – وغيرها من القضايا – وسيخضع الدستور لمزيدٍ من النقاش، ويكون نافذاً بعد إجازته في المؤتمر العام للحزب.
متى ينعقد المؤتمر العام، وهل لديك نية لإفساح المجال لوجوه جديدة؟
سينعقد المؤتمر العام في شهر نوفمبر القادم، إن شاء الله، وقد اكتملت المؤتمرات العامة القاعدية لكل القطاعات المهنية وكذلك تم عقد مؤتمرات الولايات وتبقت فقط أربع ولايات ستعقد مؤتمراتها العامة في الفترة القادمة، وكذلك مؤتمرات الحزب بالخارج،،،
الثابت في تاريخ الحزب هو الوفاء بالاستحقاق الديمقراطي الدوري المتمثل في المؤتمر العام الذي يتيح التنافس الحر النزيه على موقع رئاسة الحزب، وغيره من المواقع القيادية، وهو أمرٌ يتم البت فيه بواسطة قواعد الحزب ومؤسساته المختلفة في حينه.
هل يعاني المؤتمر السوداني من صراعات داخلية؟
لا توجد صراعات داخل الحزب بمعنى التناحر بين منسوبيه، ولكن من الطبيعي – بل من المفيد – أن يكون هناك اختلاف في وجهات النظر وتعدد في الرؤى حول بعض القضايا، وهذا واقع نعمل على إدارته بديمقراطية ومؤسسية وبروح الفريق الواحد ومن أجل تحقيق الهدف المشترك وهو خدمة مصالح شعبنا .. وقد جاء المؤتمر التنظيمي لتجويد طريقة إدارة الحزب بما يكفل لجميع أعضائه وعضواته حقهم في التعبير عن رؤاهم وضمان حضورهم داخل مؤسسات وهيئات الحزب المعنية باتخاذ القرارات المختلفة.
هل حسم المؤتمر التنظيمي بعض تفلتات قيادات وأعضاء الحزب؟
المؤتمر التنظيمي ناقش القضايا التي ذكرتها في صدر حديثي كما ناقش قضايا أخرى مهمة مثل تطوير طريقة صناعة واتخاذ القرار في الحزب، بإلاضافة إلى ورقة حول تبني الرقمنة في تسيير نشاط الحزب، وأخرى حول تنمية الموارد المالية للحزب، فضلاً عن مناقشة الثقافة التنظيمية وكيفية تعزيز السلوك الإيجابي داخل مؤسسات الحزب .. لم يتعرض المؤتمر لمناقشة قضايا تتعلق بالأفراد، لكن عموماً الحزب لديه لوائح داخلية تتعامل مع أية مخالفة تصدر من أيٍّ من الأعضاء أو العضوات، وهذه اللوائح نفسها تشملها عملية المراجعة والتطوير.
هل طرح المؤتمر اي نسبة للمشاركة في الجهاز التشريعي؟
لم يتعرض المؤتمر لمناقشة أية مسائل لها علاقة بالمشاركة بالسلطة.
ماذا عن إعفاء والي شمال دارفور الذي يمثل حزبكم؟
هذا الإعفاء جاء في إطار تنفيذ اتفاقية سلام جوبا .. نحن نعتقد أن ولاية شمال دارفور لم تذهب بعيداً عنا لأنها آلت لحركة حليفة لحزبنا وتربطنا بها علاقة وثيقة وهي حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي .. نتمنى التوفيق للوالي الجديد، وله منا كامل الدعم في أداء مهامه.