ده كلام يا زكي..!!

زاهر بخيت الفكي

افسحت الوسائط هذه الأيام مكاناً وسيعاً للأخ محمد زكي سكرتير الإمام الراحل الصادق المهدي للظهور فيها كناشِط جديد يُضاف إلى جُملة النُشطاء الكُثر في المشهد السياسي السوداني البئيس، لم يُعرف لزكي نشاطاً سياسياً (مُنفصِل) من قبل يُذكر به، سوى مُلازمته للإمام في حله والترحال، يؤيد ما يؤيده الإمام ويرفُض بلا إرادة منه ما يرفُضه، وأيّنما كان الإمام كان، وقد مكّنت له صلته القوية به بناء علاقات مُمتدة مع أهل الإعلام الذين كانوا يتسابقون إليه للوصول للإمام، وبرحيله أراد الرجُل أن يجلس مكانه ويجتهِد في اللحاق بالمولد السياسي المُضطرب رُبما يجد فيه باباً مُشرعاً يدخُل به.

أطلّ علينا الأستاذ محمد زكي الناشط الجديد في إحدى الفضائيات، يُحدثنا عن الحلُول التي ينبغي للحكومة إن أرادت العُبور والانتصار أن تلجأ لها، وأهمها الشروع المُباشر في مُصالحة من حكموا البلاد بالأمس القريب، يُوصي الحكومة للمُصالحة مع من رفضهم المواطن واسترخص في سبيل دحرهم الأرواح، حتى نصل بهم ومعهم إلى بر الأمان كما يعتقد الناشط السياسي الخطير، وكأنّ حواء السودان لم ولن تلد سوى الكيزان الذين لبثوا فينا لعقود من الزمان وفشلوا فشلاً ذريعاً في استقرار البلاد، يُريد لنا أن نُصالحهم ليُشاركونا حُكم هذه البلاد المنكوبة بالنُشطاء والسياسيين.

بلسان من يتحدّث محمد زكي هل أفصح لنا (يا تُرى) عن ما كان يُخفيه الإمام عنّا أم ماذا..؟

أم دفع به قادة حزب الأمة للحديث نيابة عنهم إن كان له من وضعٍ بينهم..؟

أم استغلّ انشغال الحزب بلملمة أطرافه وطرح نفسه كزعيم سياسي لا يقل أهمية عن قادة الحزب الجُدد و (القُدامى)..؟

نعم للمُصالحة مع (الخُلّص) من أبناء الوطن بصرف النظر عن انتماءاتهم الحزبية، ولكن هؤلاء يا هذا قد أخذوا حظهم كاملاً غير منقوص، ونالوا لوحدهم نصف سنوات استقلالنا، وخرجوا منّا وحال بلادنا لا يحتاج لمن يدُل على البؤس الذي لحِق بها بسببهم، دعوته كانت صريحة بمُصالحة (الكيزان) حتى يستقيم الميزان، وينعدل حال السودان، وينصلح حال المواطن الغضبان الغلبان، فابحث لك عن حديثٍ آخر إذ لا أمل ألبتة في عودتهم ثانية على الأقل في السنوات القريبة، ولن يتصالح معهم المواطن حتى تثبِت الأيام من منهم الذي يستحق المُشاركة ومن منهم يستحق العقاب.

من حقك أن تبحث لك عن موطءِ قدم في صالون الحكومة المُكتظ بالهواة وعُشاق السُلطة، ومن حقك كمواطن سوداني أن تسعى لأخذ نصيبك من كيكة الحُكم المُشتهاة، ولكن ابحث لك عن مطية أخرى غير هؤلاء تمتطيها للوصول بها إلى ما تُريد، وابحث لك عن جدارٍ تسند عليه ظهرك غير جدار الكيزان فإنهم وإن جاءوا لن يسندوك ولن يُعيرونك نظرة او يُشركونك معهم في حُكمٍ آل إليهم.

والله المُستعان.

صحيفة الجريدة

Exit mobile version