يوسف السندي يكتب: الويل للكيزان !!

ينشط الكيزان في تخريب الفترة الانتقالية من أجل تضييق الخناق على الحكومة الانتقالية والثوار وحملهم على تنفيذ مصالحة من طرف واحد، وهذا لوي ذراع لحكومة حمدوك.

الكيزان حكموا السودان ٣٠ سنة، وهذا يساوي قرابة نصف فترة استقلال السودان، لذلك استطاعوا في خلال هذه المدة ان يتغلغلوا عميقا في المجتمع السوداني، وذلك عبر توليف الناس بالوظائف والحوافز المالية.

حكي لي أحدهم ان الكيزان أيام حكمهم كانوا يوزعون توكيلات حصة السكر من المصانع على أنفسهم ويحرموا منها التجار الشرفاء رغم استيفاء التجار لكل الشروط، كان الأمن الاقتصادي يوزع التوكيلات على الكيزان بأوامر التنظيم، الكوز بعد استلامه للتوكيل يأتي بورقته لذات التجار المحرومين فيبيعها لهم بملايين الجنيهات، هكذا كانوا يكسبون المال بلا جهد وبدون أن يفعلوا أي شيء.

هكذا كان منهج عمل حكومة الكيزان، تفتح أبواب الأموال والوظائف والسلطة لكل من يتبرع لها بالولاء والسمع والطاعة، فاصبحت تمتلك كتائبا من (المؤلفة جيبوهم).
بعد انتصار الثورة اغلقت الأبواب أمام هؤلاء، فأصبحوا كالكلاب المسعورة يبحثون عن طريقة ينالون بها امتيازات جديدة، استغل الكيزان مجددا حوجة هؤلاء البائسين واستخدموهم في وظائف قذرة لتفجير البلاد والعبث بأمنها.

بيان وزارة النقل بالأمس عن الأعمال التخريبية التي استهدفت تخريب خطوط السكة حديد، يثبت صحة ما ذكرنا في الاعلى، والأمثلة كثيرة، الأحداث القبلية والفتن الجهوية، قذف القنابل المتفجرة في نوادي بورتسودان وفي اتحاد الفنانين بالخرطوم. تهديد العاملين في لجنة إزالة التمكين، وكما يبدو تهديد القضاة الذين يحاكمون المتهمين بانقلاب ١٩٨٩ وهو ما قاد إلى تنحي القاضي الأول ثم بالأمس طلب القاضي الثاني ايضا تنحيته عن هذه القضية.

سياسة لوي الذراع التي يستخدمها الكيزان، اذا استمرت بدون رد فعل من الحكومة والثوار سوف تقود في نهاية الأمر إلى فشل الفترة الانتقالية في تحقيق أهدافها.

كان يمكن أن نتحدث عن المصالحة وضرورتها لو ان الكيزان ثابوا إلى رشدهم وقدموا نقدا ذاتيا لتجربتهم واعلنوا التوبة عن الانقلاب واعتذروا للشعب السودان عن كل الجرائم التي ارتكبوها في حق الأبرياء في فترة حكمهم.

اما وأنهم يرفضون النقد والاعتذار ويواجهون حكومة الثورة بالتخريب والفتن، فلا مجال للمصالحة معهم اطلاقا، ولغة حكومة الثورة معهم يجب أن تكون واحدة فقط وهي (البل) ولا شيء سواه.

الحكومة عليها ان تكون قوية وباطشة بمن يفكر مجرد التفكير في تخريب ممتلكات البلد وسوق البلاد نحو الفتنة، الرسالة التي يجب أن ترسلها حكومة الثورة بشكل واضح هي ان اي تصعيد كيزاني سوف تعقبه مباشرة ضربة قوية.

اذا استمر الكيزان في هذا المنهج التخريبي للفترة الانتقالية يجب أن يكون الرد عليهم فوريا بالاتي؛ إعلان الحركة الإسلامية السودانية حركة إرهابية ومنعها من ممارسة نشاطها ومصادرة كل دورها وممتلكاتها واصولها، إحالة العسكريين المتهمين في انقلاب ١٩٨٩ إلى محاكمات عسكرية، إحالة المتهمين المدنيين في انقلاب ١٩٨٩ إلى محاكمة ثورية ناجزة، وتطبيق القانون الذي يعرفه الجميع في حالات الانقلاب وتقويض الأنظمة الديمقراطية.

الحرية والتغيير يجب أن تنتبه إلى هذه المعركة المصيرية مع الكيزان، وتعلم أن هذه المعركة ستكون حاسمة، ولكنها تحتاج إلى توحيد قوى الثورة، الحوارات والتنازلات بين قوى الثورة يجب أن تكون من أولى الأولويات وصولا إلى كتلة ثورية نارية موحدة تحرق كل من يفكر مجرد التفكير في العبث بأمن البلاد وتخريب الممتلكات. هذا او الطوفان.

صحيفة السوداني

Exit mobile version