كسبت صحيفة (الصيحة)، توقيع الكاتبة الكبيرة والصحفية المعتقة والرمز الأستاذة آمال عباس العجب, وانضمت الكاتبة المرموقة والقلم الذهبي لكوكبة كُتّاب (الصيحة), والقراء موعودون بكتاباتها العميقة والجريئة في زاويتها الأشهر (من العمق العاشر) الأيام القادمة!
وكانت الأستاذة آمال قد توقّفت عن الكتابة زمناً طويلاً بسبب ظروف صحية قاهرة أجبرتها على الابتعاد عن صاحبة الجلالة ردحاً من الزمان!
لكن أفلحت (الصيحة) في إعادتها إلى الكتابة وعشقها الأبدي الصحافة، بفضل مجهودات الأستاذ يحيى حامد المدير العام لـ(الصيحة)، بجانب كُتّاب آخرين مرموقين!
ونجاح (الصيحة) في إعادة الأستاذة الرقم الكبير آمال عباس للكتابة، يعد (خبطة) صحفية كبرى ومن العيار الثقيل!
كيف لا، وآمال عباس هي تاريخ مشرق ومشرف من النضال والكفاح، والانحياز للشعب السوداني، والإيمان والتعبير والكتابة عن أوجاع الناس وآلامهم وآمالهم وطموحاتهم، حملت في قلبها المُرهف وعقلها الكبير حُب الوطن وأهله وكرامته وعزته وشموخه وتقدمه وازدهاره ومصلحته وخيره وصلاحه.
ودافعت آمال بقلمها (السنين) عن المظلومين والمقهورين والمُهمّشين والمضطهدين؛ طوال الثلاثين عاماً الماضية من عُمر الإنقاذ الباطشة والظالمة!
لم تخف ولم تجبن ولم تنكسر وركلت كل العروض المغرية والمناصب المرموقة والمال الكثير!
ودفعت آمال عباس، الثمن في سبيل موقفها ومن أجل التمسك بمبادئها ثمناً غالياً؛ ودخلت سجون الإنقاذ ومعتقلاتها, ومارس عليها النظام البائد كبتاً وتضييقاً في الحريات والرزق!
بيد أنها ظلت صامدة وراكزة ولم تتنازل عن مبادئها ومواقفها تجاه شعبهاولم تتزحزح عنها قيد انملة!
وتُعتبر آمال عباس أحد أقوى الأقلام التي بشّرت بثورة ديسمبر الظافرة وزرعت غرسها وشجرتها وغذّته بروحها وعقلها ودمها وناضلت بفكرها وقلمها؛ تبث الوعي والتنوير وتبصر شعبها بحقوقه، وتُعلِّم الناس الثورة ضد الظالمين والجبّارين!
وشكّلت آمال عباس وكوّنت بقلمها وعي جيل اليوم وكانت منارة من منارات الكفاح والنور والهداية والرشاد!
وكان مداد قلمها دفقة نور وشمسا ساطعة واملا متوهجا وقلبا مشعا؛يبدد عتمة الظلمة ويطمس اعين خفافيش الظلام و(يقد عين الظلام بالضؤ)!
وعودة آمال عباس للكتابة، تعني عودة الإبداع والروح والجمال للصحافة ورجوع القمرة لي وطن القماري؛ فهي مدرسة صحفية باذخة علّمت أجيال الصحفيين فنون العمل الإبداعي وهم يحتلون اليوم مناصب مرموقة في الصحف اليوم وأقلام ناجحة يشار إليها بالبنان!
وآمال صَحَفيّة من الطراز الرفيع تتسربل بالتواضع والاحترام، تعطيك علمها وخبرتها بكل سعادة وحُب وتواضع، وتحسسك بأنك صحفي كبير وناجح!
وهي إضافة حقيقية لـ(الصيحة) والقُرّاء موعودون بالعلم والثقافة والجمال من نفثات يراعها وعطر قلمها السيال، ولو لم تفعل (الصيحة) شيئاً سوى أنها أعادت آمال عباس للكتابة؛ لكفاها ذلك نجاحاً وفخراً كبيراً!
والعُمق العاشر وعمود صدى الذي كانت تكتبه آمال في العديد من الصحف السودانية مثل “الحرية وآخر خبر والصحافة والرأي الآخر والمجالس”؛ يعد تاريخا وإرثاً سياسياً وثقافياً ومكتبة ودار وثائق توثق لفترة مهمة من تاريخ السودان منذ سبعينيات القرن المنصرم إلى اليوم، تكشف الحراك السياسي والثقافي والفني إبان تلك الحقبة المهمة من تاريخ بلادنا!
ونحن تشرفنا بأن تتلمذنا في العمل الصحفي في مدرسة الأستاذة الكبيرة آمال عباس العجب، وانتهلنا من بحر علمها الفيّاض والزاخر الذي لاينضب ؛ فلها منا كل الشكر والاحترام والتقدير، ومرحباً بكِ أستاذتنا الكبيرة في صحيفتكِ وداركِ (الصيحة).. وهنيئاً للقُرّاء وكل الوطن.!
صحيفة الصيحة