شدد المراجع العام الجديد، فخر الدين عبد الرحمن، على اهمية استعادة مكانة الديوان واستراداد صلاحياته كجهاز مناط به حماية المال العام وصونه وهي مهمة ظل مكبلاً عنها لعقود .
واكد عبد الرحمن في أول تصريح له بحسب صحيفة السوداني امس، أن اولوياته تتركز في تفعيل انظمة الرقابة الداخلية بمؤسسات الدولة وتحديدًا البنوك والشركات، مبينا أن هذه الانظمة تتطلب مراجعة وتشددًا كبيرا باعتبار التراخي في فعاليتها يتحول إلى باب يلج منه الفساد إلى جسد الخدمة المدنية وهو ما لن يكون مسموحًا به عقب ترتيب الأوضاع الجديدة واطلاق يد المراجعين للقيام بمهامهم .
وأصدر رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، أمس قراراً بتعيين 4 مستشارين جدد، أبرزهم نائب رئيس الحركة الشعبية ياسر عرمان، مستشاراً سياسياً، كما أقال المراجع العام، وكلف بديلاً له لتسيير شؤون الديون.
وبموجب القرار تم تعيين عائشة حمد محمد مستشاراً لشؤون النوع الاجتماعي، وعلي جماع عبد الله مستشاراً للحوكمة والإصلاح المؤسسي، وحسان نصر الله علي كرار مستشاراً للسلام.
كما شمل القرار إعفاء الطاهر عبد القيوم إبراهيم من منصب المراجع العام، وتكليف فخر الدين عبد الرحمن السيد علي بشير بتسيير مهام المراجع العام.
وتشارك «الشعبية» في السلطة الانتقالية في البلاد بموجب اتفاقية «جوبا» للسلام، بعضو في مجلس السيادة الانتقالي، يشغله رئيس الحركة مالك عقار آير، ووزيرة الحكم الاتحادي بثينة دينار.
وطُرح منصب المستشار السياسي على عرمان بعد حل الحكومة الأولى في فبراير (شباط) الماضي، والتغييرات الكبيرة التي طالت مكتب رئيس الوزراء بإعفاء عدد من المستشارين، إلا أن اعتراض بعض مكونات التحالف الحاكم تسبب في تأخير تعيينه.
وترشح عرمان في انتخابات 2010 ممثلاً للحركة الشعبية لتحرير السودان، قبيل انفصال الجنوب، إلا أنه قرر الانسحاب من السباق الرئاسي إثر ضغوط كبيرة مورست عليه من قيادات نافذة بالحركة.
وشكّل انسحابه المفاجئ من الانتخابات صدمة كبيرة لمؤيديه في الشمال، إذ كانوا يعوّلون عليه كمنافس قوي في مواجهة الرئيس المعزول عمر البشير، والتخلص من نظام «المؤتمر الوطني».
وبررت «الشعبية» حينها الانسحاب من الانتخابات بعدم ملاءمة الظروف الأمنية في دارفور، مشككةً في نيات الحكومة إجراء انتخابات حرة ونزيهة. وذهب جُل التحليلات إلى أن سحب الحركة لمرشحها من سباق الانتخابات تم بصفقة مع حكومة البشير، التي لوّحت بالتنصل من حق تقرير المصير المنصوص عليه في اتفاقية السلام.
ووجّه رئيس الوزراء وزارات شؤون مجلس الوزراء والمالية والتخطيط الاقتصادي، والعمل والإصلاح الإداري، وكذا ديوان المراجع القومي والجهات المعنية الأخرى باتخاذ إجراءات تنفيذ القرار.
صحيفة السوداني