هل يفكر السودانيون في التأهل لمونديال قطر

عبد الله برير

مياهٌ كثيرة جرت تحت جسر المنتخب السوداني الأول لكرة القدم، عذبة المصدر وصالحة للإستخدام، بعد عقود من الإهمال اعترت منتخب (صقور الجديان).

مياه المنتخب السوداني بعدما كانت آسنة، ضحلة، دبت فيها الحياة بفعل انتعاش المنظومة الرياضية ككل بمفاهيم جديدة ورؤى حداثوية.

منتخب (صقور الجديان) الذي كانت المنتخبات العربية والأفريقية تتمنى الوقوع معه في أي مجموعة لسهولة التغلب عليه، بات بعبعاً مخيفاً لمنتخبات القارة.

الصدفة وحدها لعبت دوراً كبيراً في تأهل السودان لأمم أفريقيا 2008م و2012م بعد عقود من الغياب، وكان لجاهزية فريقي القمة دوراً كبيراً في إعداد لاعبي الفريق القومي.

اليوم، وبعد وصول السودان لأمم أفريقيا بالكاميرون 2022م، من مجموعة صعبة كانت فيها جنوب أفريقيا وغانا، حق لنا أن نحتفي بمنتخبنا وبتغير النظرة له داخلياً وخارجياً.

المنظومة ككل، ابتداءً من اتحاد الكرة، مروراً باللاعبين والجهاز الفني، والإعلام الرياضي والأنصار، شهدت تغييراً جذرية في أطر تقييم المنتخب ومنحه ما يستحقه.

لجنة المنتخبات الوطنية، أولت صقور الجديان اهتماماً غير مسبوق، وصار اللاعبون يعسكرون في أفخم الفنادق (كورنثيا)، ويسافرون بطائرات خاصة وينالون حوافز مادية ومعنوية جعلت المنتخب خياراً مفضلاً على الأندية، في ظاهرة غير مسبوقة.

الجهاز الفني للمنتخب يجلس على قيادته رجل خبير بالكرة الأفريقية يعرف كيف (يصنع من الفسيخ شربات)، صريحاً وواضحاً في تعامله مع الإعلام الرياضي.

الفرنسي هوبيرت فيلود لم يضق ذرعاً بأسئلة الصحفيين، يعمل بأناة وصبر كبيرين ويعاونه طاقمٌ وطني مثل حلقة الوصل بين الفرنسي واللاعبين.

الإعلام الرياضي حاد عن العصبية الزائدة للهلال والمريخ قليلاً، وبات يُشجع كل لاعب يرتدي الأحمر والأبيض رغم وجود أصوات نشاز هنا وهناك.

أنصار المنتخب على مواقع التواصل الإجتماعي تزايدت أعدادهم وباتوا متفائلين للحد البعيد بوصول صقور الجديان إلى كأس العالم فيفا 2022م بقطر.

جمهور السودان أصبح يعد الليالي والأيام انتظاراً لمباريات الصقور، بعد أن كان المنتخب طفلاً يتيماً لا أب ولا أم له، بل ويلفظه الكل.

محترفو السودان بالدوريات الغربية غازلوا فرنسي الصقور، متمنين الانضمام لكتيبة هوبيرت فيلود، أملاً بالظهور في مونديال أفريقيا، وربما التأهل إلى قطر.

التعامل الحالي للجنة المنتخبات مع المنتخب، وعقليات اللاعبين ووعي الجمهور ودعم الإعلام، ربما تُسهم في ظهور تاريخي للسودان في كأس العالم لأول مرة، فأحلام أنصار الصقور أصبحت صعبة الترويض.

عبد الله برير
صحيفة التغيير

Exit mobile version