قبل سنتين تقريبا انتشر مقطع فيديو قصير ظهر فيه عثمان ذوالنون يوجه مجموعة من معاونيه بالتعليق الإيجابي في اول عشرة تعليقات فيما ينشره من بوستات أو ما يبثه من لايفات مباشرة .
ذو النون عرف تماما كيف تسير مواقع التواصل الاجتماعي ، لذا استبق التنمر عليه بالتعليقات الإيجابية لمعاونيه. و قفل باب تعليقات السابلة، و حصرها على أصدقاء صفحته فقط، أعتقد مسرب الفيديو بأنه يضرب مصداقية ذوالنون ، و انا اعتبره ذكاء إداري من شخص يعرف كيف يوصل رايه للجمهور …
الكثيرين في الوسائط الإلكترونية تختلط عندهم الأمور في بعض الآراء و التحليلات ، ولا يعرفون هل هي إيجابية وفق تصوراتهم ام سلبية ، فيرجع إلى التعليقات . فأول ثلاث تعليقات يقرأها هي التي تحدد رايه حول البوست وكذلك تحدد له نوع التعليق الذي يتبرع به ، هل يكون تصفيقا و إعجابا، ام هجوما و تنمرا . و أحيانا يكون التعليق وفقا لرأيه حول الكاتب بدون الدخول في موضوع البوست ، فإن كان متوافقا معه فكريا فالتصفيق يليق به، بدون حتى فهم محتوى البوست ، و إن كان من مخالفيه فليس له عنده غير التنمر …
بالامس شاهدت جزء من مقطع دموع هذه الفنانة تشتكي من حجم التنمر عليها لأنها عرضت لوحاتها للبيع بمبالغ كبيرة حسب اعتقاد المتنمريين. ظاهرة كسر المقاديف و محاربة النجاح و عدم التشجيع ظاهرة سودانية تستوجب الوقوف عندها و مناقشة أسبابها.
باستمرار يتم الهجوم على الشخص بعيدا عن تحليل و مناقشة فكرته و ما كتبه أو عرضه ، و أحيان أخرى بدون حتى الاطلاع عليها …
في السودان يكفي أن تختلف عن الاخر ليتخذك عدوا ، و يعادي كل ما يصدر منك . و يتنمر عليك و يحطمك معنويا …
أحد معارفي كان يعلق على بعض التجارب الشخصية التي اتناولها في صفحتي بجملة واحدة لا يغيرها ابدا : ( اها نحن هسا نستفيد من حاجاتك دي شنو ؟) ، و عندما ناقشته في ذلك في بعض اللقاءات الاجتماعية المباشرة ، قال لي بصراحة أنه كان لا يقرأ المحتوى إنما فقط يعلق بهذه الجملة عندما يكون البوست عن تجربة شخصية وليس هناك سببا مقنعا لديه لفعل ذلك (لقيت الحاجة دي ممتعة و بقيت انسخها و الصقها ليك ) 😃 ، بعد فترة قام بحذف كل التعليقات على تلك الشاكلة من تلقاء نفسه .
التنمر ظاهرة تحتاج إلى الدراسة لمعرفة أسبابها من خلال سلوك الشخصية السودانية . ربما تنقلنا الدراسة إلى ارتباط الامر بصفة الحسد المستشرية في مجتمعنا ، و ربما تقودنا أيضا للجهل بكيفية الحوار و ابدا الرأي ، على كل ظاهرة التنمر في الوسائط و التعليقات الصفحة تحتاج إلى دراسة .
سالم الأمين