سهير عبدالرحيم تكتب: رحلة الولايات (دنقلا – مروي)

في مدينة دنقلا أعجبني جداً المدخل الرئيس ، شوارع كبيرة و نظيفة أرصفة متناسقة و مطلية تتوسط كل الجزر أشجار نخيل سامقة و أزهار وأشجار واضح أنها تجد السقيا و العناية و التجذيب .

إلتقينا بالشباب و خرجنا بصحبتهم إلى مبنى المنظمة الذي يجمع و يوحد نشاطهم ، الشباب عبارة عن رؤساء مجموعة من المنظمات ولكن بدا واضحاً حجم التنسيق و وحدة الهدف التي تجمعهم .

إجتمعنا بهم حوالي الساعة عرفونا عن أنفسهم و طرحنا برنامج زيارتنا ، خرجنا من هنالك و توجهنا إلى الفندق لنرتاح قليلاً من عناء الرحلة من مروي إلى دنقلا.

مكثنا قليلاً في الفندق و غادرنا عقب ذلك إلى تلفزيون الولاية الشمالية حيث إلتقينا بمدير القناة الأستاذ صلاح عبدالعزيز ، زرنا (الاستوديوهات) ،وغرفة (الكونترول) والبث المباشر ، وسجلنا استضافة سريعة للقناة .

خرجنا من هنالك إلى قلب المدينة النابض مسرح ترهاقا حيث إلتقينا بمجموعة من المواطنين و نخب المدينة و الفاعلين في العمل الطوعي ، اللقاء إمتد لأكثر من ثلاث ساعات استمعنا فيها لإبداعات الشباب و الشيوخ على حد سواء .

كان من ضمن المتحدثين السيد محمد الهادي السيسي ممثل مبادرة (فوانيس الخير) والذي كان موجوعاً من مصادرة شركة (شريان الشمال) والتي يعتبرها حقاً أصيلاً لمواطني الشمالية و قامت عبر إكتتاب و أسهم مواطنين و يجب أن تعود اليهم ، ولا يحق أبداً مصادرتها بإعتبارها أموال كيزان .

في ذات الوقت تحدث العديد من ممثلي منظمات المجتمع المدني (المنظمة الإفريقية لتنمية المجتمع) و (منظمة السودان) و منظمة (سودو) و ممثل صندوق دعم الخدمات الصحية و سفراء أجيال و (بلوفور سودان) و (مبادرون نحو الأمل) .

عقب اللقاء ومخاطبتنا لأهالي دنقلا و تناولنا للقهوة ثم الشاي باللبن في حديقة المسرح وسط أجواء شتوية غريبة ، عقب ذلك عدنا مساءً إلى الفندق.

تحركنا في الصباح الباكر إلى السوق قابلنا المواطنين و دشنا مبادرة (وصلني) ، شاركنا الحماس سائقو المركبات العامة والخاصة حافلات و دفارات تاكسي و ركشة و موتر ، حتى صاحب الكارو شارك معنا وألصق (الاستيكر) على الحمار وصارت الكارو شريكاً في (وصلني) .

على وجوه المواطنين بدا واضحاً أنهم يعانون من أزمة مواصلات طاحنة وإرتفاع في كلفة النقل، كما بدا واضحاً أن هنالك تردياً في الخدمات الصحية و فقراً في الكادر الطبي و شح في الدواء ، حيث يلجأ العشرات إلى الخرطوم ، رغم أن حاج أحمد ليس بأفضل من حاج محمد .

خارج السور:

غادرنا دنقلا وأهلها يودعونا كما استقبلونا بالحب و المودة والدفء ، أنهم قوم مشبعون بالثقافة و الألفة .

صحيفة الانتباهة
نواصل

Exit mobile version