سهير عبدالرحيم تكتب: رحلة الولايات (مروي – دنقلا)

في الطريق الاسفلتي لم يكن صعباً أن تتبين مقدار الخراب و الدمار الذي ألحقته الشاحنات المصرية بالشارع الأسفلتي ، شاحنات ضخمة و حديثة تقطع الشارع وهي لا تحمل لنا غير المصائب من أم المصائب .

برتقال وفراولة وكاتشب مسقي بمياه الصرف الصحي، أمواس حلاقة و بالونات و مرقة دجاج غير مطابقة للمواصفات ، شكولاته وأدوية منتهية الصلاحية ، أسمنت يهدد المنتج المحلي و يعرض كل المباني لخطر الإنهيار ، هذا غير الشاحنات المحملة بالعملة السودانية المزورة

بالمقابل وفي الإتجاه الآخر شاحنات متجهة نحو مصر تحمل اللحوم و العجول الحية و الصمغ و التبلدي و الكركدي و السمسم و الفول السوداني و كل أنواع الفواكه مانجو برتقال قريب فروت موز تفاح عنب …!!

كل شيء معد و جاهز للتصدير ليس إلى مصر ..لا .فمصر مجرد محطة بل الشحن و التصدير إلى أوروبا .هذا طبعاً غير الشاحنات التي يتم تهريب الذهب و الوقود عبرها .

إن ما تشاهده في شارع دنقلا رسالة واضحة وشفافة لكل ذي بصيرة أن قارنوا بما يدخل وطننا من أم المصائب و مايخرج منا إليها .

مايحدث في طريق دنقلا كاف جداً لإقالة كل المسؤولين في الحكومة أبتداءً من وزير التجارة ووزيرة الخارجية و وزير الداخلية ووالي الشمالية وإنتهاءً بـ (الرجل الحلقة الأضعف) في الثورة حمدوك .

جميعهم يجب أن يقالوا ، وكيف لا يقالوا وإقتصادنا يدمر و مواردنا تنهب وعملتنا تطبع في الخارج وتسوق لنا بقيمتها ( زبالة) أسمها المنتجات المصرية.

دعكم من كل هذا الخنوع و الفشل و شاهدوا الإنهيار الكبير و الجرف و الإهلاك المتعمد للشارع الاسفلتي ، شاحنات تحمل فوق طاقتها و فوق قدرة الشارع ،لقد أصبح شارع دنقلا هو الأقرب إلى التسمية ( شارع الموت ) ، إنفجار إطار و سقوط سيارة و إنقلاب بص و ظهور حفرة و أخدود ومطب و منحدر هو سلوك ذلك الطريق عقب العبور المصري الكارثي .

وصلنا بعد طول عناء إلى مدينة دنقلا فكان في إستقبالنا مجموعة من الشباب هم ممثلو منظمات المجتمع المدني القائمة على مبادرة وصلني .

بحفاوة بالغه استقبلنا مصعب محمد عبدالله هناء مصطفى نسمة موسي

هبه صلاح أمين أحمد و محمد عبد الله الحاج يقف من خلفهم الشاب مشار من منطقة أبيي الحدودية

خارج السور :

غداً أحكي لكم عن مدينة دنقلا …وثم أخبركم كيف أننا قاعدين في السهلة ساااي و أن حكامنا في وادي سحيق …

نواصل

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version