(1)
لم أتفاجأ بالبوست الذي نشره الصحفي منعم سليمان بحسابه بالفيس والذي زعم فيه ـ على طريقة الحرف الأول من اسم الحبيبة (فاطنة بت عبد القا) ـ أن ضابطاً برتبة عميد ويعمل مستشاراً إعلامياً في التحريض وتأزيم الأوضاع بشرق السودان ، وفقاً لمصادر أمنية خارجية رصدت مكالمات بينه وبين شخصية من الإدارة الأهلية ومن سدنة النظام البائد ، على حد زعمه …كل الناس طبعاً فهموا أن الحرف الأول (فاطنة بت عبد القا ) دا هو الدكتور الطاهر أبو هاجة… مصادر منعم «الأمنية الخارجية» ومنعم نفسه فضحوا أنفسهم بعبارة أخرى غارقة في المغالطات والسذاجة وهي الزعم بأن هذا الضابط الذي حرفه الأول: (فاطنة بت عبد القا) من الطلاب الإسلاميين الذين جندهم التنظيم الإسلامي في الجيش…!!!! على المستوى الشخصي لم أتفاجأ من كون أن زميل دراستي الجامعية الذي جمعتني به قاعة دراسة واحدة ، وداخلية واحدة وأعرفه كما أعرف نفسي تماماً طلع «كوز» كبير، طالما المصادر قالت كوز خلاص كوز هو نحنا حنعرف أكتر من المصادر الخارجية بتاعة منعم ، حتى أبو هاجة نفسه لا ولم ولن يستطيع أن يعرف نفسه أكتر من منعم ومصادره الخارجية الأمنية…لم أتفاجأ لأن حالة البؤس والضحالة اضحت سمة وعنوان لواقعنا الحالي بل كادت أن تكون الأصل في تضاد غريب لثورة الوعي…ولم أتفاجأ لأن سلاح «الحفر» الوحيد هذه الأيام ، واغتيال الشخصية لدى السُذج هو إلصاق «الكوزنة» بالمراد إبعاده وإقصائه واغتيال شخصيته، وإن كان هذا المستهدف علماً في النضال ليخلو الجو لـ «المصادر الخارجية الأمنية»، شفتو اللعبة كيف؟!!…
(2)
في مطلع التسعينات كانت هناك «فزاعة» اسمها شيوعي ، فإذا أراد «الكيزان» أن يغطسوا حجرك في ذلك الوقت ماعليهم إلا أن يلصقوا عليك تهمة «شيوعي»، تلك الفرية كانت كافية جداً لإبعادك عن وظيفتك، أو إيداعك المعتقل بدون تهمة تحت وطأة التعذيب والتنكيل حتى الموت في بيوت الأشباح، وكافية جداً لوضع العراقيل أمام سبل تجارتك ونشاطك حتى وإن كان زراعة أو رعي، الآن الشيء نفسه يحدث بـ «الكربون» لم يتغير شيء غير الإتهام من «شيوعي» إلى «كوز»… نفس الطرفين المتصارعين ، نفس الفريقين أصحاب الأيدلوجيات المتناقضة التي لاتقبل الآخر، ولن تسمح بقبوله ، وتدعي الديمقراطية والشورى وإعلاء شأن الحريات كذباً وبهتاناً…ولهذا تجدني أكثر قناعة ويقيناً بأن بلاوي السودان كلها من وراء الصراع الآيدلوجي العقيم بين غلاة الجبهجية والشيوعيين، ولئن كان سلاح الشائعات واغتيال الشخصيات برع فيه الكيزان فإن معلميهم وأساتذتهم في هذا وفي شتى ضروب العمل التنظيمي السري هم الشيوعين…دعكم عن كل ذلك فتلك أمور قابلة للإختلاف والجدال لكن تعالوا لنتفق حول أمر واحد وهو أن الإنتماء لأي حزب سياسي ليس جريمة أو سُبة، فمن حق أي سوداني أن يختار الحزب الذي يراه ، فهذا حقة بلا تخوين أو تجريم.. اتفقنا؟
(3)
ما أن سرت في مواقع التواصل الإجتماعي فرية أن أبو هاجة من الطلاب الإسلاميين، وجنّده التنظيم الإسلامي في الجيش، انبرى عدد من الثقاة الذين لاتحتمل شهاداتهم الزور والتزوير من الذين يعرفون هذا «الأدروب» البسيط أبوهاجة، انبروا للرد على منعم ومصادره، ولقد قرأتُ شهادة كل من أستاذنا الكبير محجوب عروة باعتباره رئيس تحرير السوداني التي كان يكتب فيها أبو هاجة، وأستاذنا عبد الرحمن الأمين مدير تحريرها، والأستاذ الطيب المكابرابي الذي عمل معه أبو هاجة منذ العام 93، وكذلك شهادة جاره، د. عزان كُنة وهو أحد كوادر الحرية والتغيير والذي درس معه حتى الثانوي، وكذلك شهادة صحيفة الراكوبة، كل هؤلاء تصدوا بقوة لفرية إلصاق تهمة «الكوزنة» بصديقينا أبو هاجة، تصدوا لها لأنها فقط تغالط الواقع بـ «قوة عين» غريبة جداً …أما أنا الذي زاملته في الجامعة وفي عدد من الصحف، خاصة صحيفة الشارع السياسي أقول باختصار شديد أن ما أورده منعم في صفحته عن إنتماء أبو هاجة كذب فقد كان الرجل أبعد الناس عن الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني بل كان يمقتهم ويحذرهم … ونحنُ عندما نتصدى للرد على مثل هذه الترهات ليس لأن الإنتماء للحركة الإسلامية جريمة أو شر يجب التبروء منه وإنما هي شهادة لله بمانعلم ، حتى لا يشيع الكذب بين الناس دون كابح ويصبح سلاح «خائب» للإقصاء و»الحفر» والتآمر …وليس لدينا خصومة أو أحكام مسبقة أو عداء مع «الكيزان» ، فقط ننتقد أداءهم وممارساتهم التي تستحق الإنتقاد مثلهم مثل أي حزب سياسي ولا نعمم اتهامهم بالفساد والسوء فهناك شخصيات منهم على درجة من الإستقامة ونزيهة تستحق الإحترام، ولا أرى أن بوناً شاسعاً بينهم والآخرين وقد تُثبت ممارسة السلطة صدق ما أقول، وسترون ……اللهم هذا قسمي في ما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.
صحيفة الانتباهة