لم ولن نمل الحديث عن هذا الشعب العظيم، القادر على النهوض ببلاده (إن) وجد من يُعينه على البناء، ولقد أسمعنا حياً ولكن يا قومي لا حياة ولا أمل في من ناديناهُم، ومُصيبة بلادنا تكمُن منذ استقلالها في ساسة يتعمّدون قطع صلاتهم بأهلها بمجرد تدثرهم بزي السُلطة وتذوقهم لحلاوتها، نجدهم يُسارعون في بناء جُدرانهم وتعليتها حتى لا يتسوّرها المواطن ويصل إليهم، يتناسون بأنّهم مُجرد جنود جاءوا لخدمة البلاد وأهلها، ولن يبخل عليهم بما عنده إن تواضعوا له، واستمعوا له باهتمام باعتباره صاحب الحق الأصيل.
تعال معي عزيزي القارئ لنقرأ سوياً هذا الخبر أو بمعنى أصح لنُشاهِد معاً هذه اللوحة الرائعة التي اجتمع على اخراجها بهذا الجمال نفر كريم من أهلنا، ويقيني بأنّ جميع أهل بلادي لديهم القدرة على الرسم المُدهش لاخراج مثل هذه اللوحة الجميلة، ومن عسلاية كانت البداية والتي نأمل أن لا تقف عندها الفكرة، ونتمنى أن تُصيب العدوى الحميدة جميع مناطق بلادي العامرة بأهلها، لنُحقق في نهاية الأمر أجمل شعار رفعته الثورة ونجعله واقعاً ملموساً وسُلماً نصعد به للغد، حنبنيهو، حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتي.
(اطلق مواطنو مشروع سكر عسلاية بولاية النيل الأبيض حملة (حنبنيهو) لزراعة ستة آلاف فدان قصب سكر لتحقيق أعلى إنتاجية بمصنع سكر عسلاية، وقالت تسيرية مصنع سكر عسلاية انها ستفي بالوعود التي قطعتها للسيد وزير الصناعة لتعويض أيام الإضراب التي نفذتها تسيريات شركات السكر السودانية (حلفا و الجنيد وسنار وعسلاية)، وقالت ان النفرة في زراعة القصب، نفذت بواسطة المواطنين العاملين من جميع الوحدات المختلفة بعسلاية بعد أن اجتمعت اللجنة التسييرية بعسلاية مع الإدارة الزراعية بمكتب السيد محمد الصادق عبدالله المدير الزراعي وحددوا برنامج النفرة).
لن يخذل المواطن قط دعوة الخُلّص الصادقة لكُل ما تصُب مصلحته للعامة، ورفاق من ضحوا بأنفسهم في سبيل الانعتاق والتحرر من الإنقاذ، لن يرفضوا المُشاركة اليوم في البناء والتعمير وبلا ثمن، فقط يحتاجون لمن يستنهِض فيهم الهمم ويُنشِّط فيهم الوطنية التي تكاسلت بسبب الفعل السياسي السالب، وقد أورثنا الأجداد كم كبير من المؤسسات شيّدوها بالكامل تحت مُسمى النفير والعون الذاتي، مُستشفيات ومدارس ومؤسسات خدمية كثيرة لم تدفع فيها الدولة مليماً واحدا، وتركوا ادارتها والتصرُف في إيراداتها للدولة.
لقد قدم أهل عسلاية أنموذجاً رائعاً يجب أن يجد الدعم والرعاية من الدولة في زمانٍ أحوج ما نكون فيه للعمل الجماعي المُثمِر، من منكُم يا ساستنا من يتبنّى مثل هذه الأفكار الرائعة ويدعم انتشارها لتعم كُل المشاريع الأخرى، ولن يتأخر المواطن عن تلبية النداء للبناء، ولن تُبنى الأوطان بسواعد الغُرباء.
والله المُستعان
صحيفة الجريدة