من لهذا الملف؟ ملف المعاشات أو رواتب التقاعد أو نهاية الخدمة؟ تلتفت الى أي بناية جميلة يقولون تابعة للصندوق القومي للمعاشات حتى التي بيعت في الشهور الماضية بخمسين مليون دولار وغيرها كثير. مخططات سكنية على مد البصر تتبع لهذا الصندوق. يتجادل الناس هل دُفعت غرامة وتعويضات ضحايا السفارتين الأمريكيتين من مال المعاشات ام هذا قول غير أكيد؟
سمعت قولاً غير مؤكد أن هذا الصندوق أغنى من وزارة المالية. قانون هذا الصندوق لفائدة منْ؟ كل من يمشي على قدمين سيجيب لمصلحة المعاشيين طبعاً. كيف يستفيد هؤلاء المعاشيون من صندوقهم؟ ما المفروض وما الواقع؟
بما إني لم اقبض من الخزينة العامة الا راتبين في سبعينات القرن الماضي وجدت نفسي غير ملم بهذه المعاشات اسمع بها ولا اعرف عنها كثير شيء بالأمس شكا لي أحد معاشيي ولاية الجزيرة الذين تقاعدوا مطلع يناير 2021 انهم الى يوم الناس هذا لم يستلموا معاشاً واحداً . استحيت أن اسأله عن كمية المعاش وضمرت في نفسي أن أسأل عنها من يصارحني أكثر، من الناس من يخاف العين والحسد ولا يرضى أن يخبر براتبه، سألت الأستاذ المعتق عثمان الفيل يا فردة اشتغلت في التدريس كم سنة؟ قال 44 سنة وبحياء بالله يا عثمان معاشك كم قال: لن تصدق. قلت أها ما شاء الله ما تخاف قول بس عيني باردة. يرد عثمان: معاشي الشهري 3400 ج كتابة ثلاثة آلاف واربعمائة جنيه. علشان ما تقولوا نسيت لي صفر او صفرين.
بالله بعد خدمة قرابة نصف قرن راتبه واحد كيلو وربع لحمة من أوسط ما تطعمون اهليكم. كم يساوي راتب السادة السياسيين يقال إن راتب السيد ….. خمسة عشر ألف دولار. بالجنيه 5700000 خمسة ملايين وسبعمائة ألف جنيه بالجديد بالقديم خمسة مليار وسبعمائة مليون. هذا يعادل معاشات 1677 معلماً. يا الله اتسيسوا كلكم. علما بأن السياسي صاحب هذا الراتب الضخم لا يصرف منه على نفسه شي مأكله ومشربه وعلاجه وترحاله وسفره ونثرياته كلها على الخزينة العامة. الراتب دا علشان هو رضيّ يخدمنا!
في واحدة من دول الخليج من يعمل عشرين سنة في التدريس ينزل بمعاش نصف راتبه. ومن يكمل اربعين سنة خدمة ينزل براتبه كاملاً. هذا ما عايشه بحكم المهنة ولا أدرى المهن الأخرى.
نطالب ولاية الجزيرة أن تعطي المعاشيين ما لهم وربما في كل السودان ولكن معلومتى الآن في حدود ولاية الجزيرة انها لم تعط معاشا من بداية هذه السنة على قلته مما يجعل المثل القائل حشفٌ وسوء كيلة ينطبق عليه تماماً والدنيا عيد. بالمناسبة معاشات سنة أشهر لن تبلغ 22 الف يعني ما بتجيب ثمن الاضحية.
أخيراً لابد من فتح ملف المعاشات الذي صار مخجلاً مع التضخم والغلاء والواقع الاقتصادي المخجل.
أحمد المصطفي
صحيفة السوداني