أحمد يوسف التاي يكتب: هناك من يتربص بصحيفة السوداني

(1)

بقليل من الموضوعية يمكن لأي قارئ متابع أن يحكم على صحيفة السوداني بأنها صحيفة رصينة، دقيقة في تناولها جريئة في طرحها ، مبدعة في أسلوبها وقوالبها الصحافية، أما الزملاء المتخصصين إن لم تأخذ بتلابيبهم “الغيرة“ يمكنهم تسميتها ملكة الصحافة السودانية من حيث جرأتها وخفتها ورشاقتها وتنوعها ومواكبتها للأحداث وسبقها الصحفي ومهنيتها التي لا يمكن لأحد أن يزايد عليها، هذا في رأيي مجهود جبار لزملاء وزميلات سهروا الليالي واجتهدوا وحفروا الصخور بأظافرهم تحت رعاية قائدهم الزميل المميز الأستاذ ضياء الدين بلال الذي لا تجده إلا في موضع الجدية والمهنية الموضوعية والاحترام، وهذا ما سار عليه أيضاً خليفته الزميل الأستاذ عطاف محمد مختار رئيس التحرير الحالي…. وكقارئ متابع ومتخصص اُشهد الله أن صحيفة السوداني كانت ولا تزال من الصحف الأكثر حرصاً على المهنية ، داعمة للحريات ،كاشفة لأوكار الفساد في عهد النظام المخلوع ولا تزال الآن على هذه الحال…

(2)

بعد الهجمة الشرسة التي تعرضت لها والتضييق عليها بعد الثورة ، ومحاصرتها بالدوشكا والرقابة الاستثنائية المفروضة عليها ، انتابني إحساس أن الصحيفة وقعت ضحية لوشاةٍ ذوي صلة بالمهنة، قصرت همتهم وقاماتهم عن بلوغ ما بلغت السوداني بنجاحاتها ومهنيتها ومكانها المرموق بين الصحف وجهود طاقمها المميز، لكن بعد حجب موقعها الإلكتروني بقرار “فضيحة“ وحيثيات مضحكة تملكني يقين راسخ أن هناك من يتربص بهذه الصحيفة العملاقة ، لأن الحيثيات في الهجمة الأولى ، و“المؤامرة“ الثانية لم تقم على ساقين بل نبت طفيلي بلا جذور… أما الآن وقد حدث هذا للسوداني ذات المهنية العالية ،أيقنت تماماً أن حرية الصحافة في مأذق خطير بل أن الحريات كلها في السودان في طريقها إلى المحرقة أو المجزرة العظيمة ، مما يتطلب من القائمين على أمر الصحافة والإعلام والحريات عموماً أن ينتبهوا جيداً إلى أن هناك “تبيدي“ آخر يتخلق و“يتشرنق “ ليكون سيفاً مسلطاً في رقاب الصحف، صدقوني ليس هناك الآن فرق بين “تبيدي“ قاهر الصحف في نظام البشير وهؤلاء “المتخفين“ بيننا من الذين أوشكوا أن يعلنوا عن أنفسهم دون حياء في ظل صمت الصحافيين وركونهم لهذا الواقع البئيس…

(3)

أعود وأقول بدا لي جلياً من خلال كثير من المعطيات أن هناك من يتربص بالزميلة السوداني وصحفييها وبحيثيات فضيحة بدت وكأنها نقطة سوداء في ثوب الثورة الناصع فتلك إساءة لثورة الوعي أولاً واستهانة بأقدار ومكانة الصحافة السودانية التي ناضلت على مر الأزمان بل تقدمت على جميع المناضلين فواجهت الظلم والعسف والتنكيل والإيقاف ووقفت في وجه المفسدين ودخلت عُش الدبابير ودفعت الأثمان الغالية في عهد النظام المخلوع ، ولا شك أن صحيفة السوداني واحدة من أقوى المقاتلين في معركة النضال ضد الاستبداد والفساد ولعل الناس جميعاً يذكرون أبرز ملفات الفساد التي كشفتها السوداني من لدن فضيحة مكتب الوالي ، ومخدرات ابن الوزيرة على سبيل المثال لا الحصر… اتقوا الله في السوداني فليس هناك ما يجعلها محل شبهة وتخوين اللهم إلا إذا كانت جريمتها الإسهام في بث الوعي والاستنارة ومحاربة الفساد والاستبداد……اللهم هذا قسمي في ما أملك..

نبضة أخيرة:

ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version