والله ياجماعة الخير أكان خليتوني ممكن أقول ان ما اصطلح عليه بمبادرة حمدوك والتي أطلقها في يوم الثلاثاء 22 يونيو 2021 قد تحكمت فيما حدث بعدها , تحديدا الذي حدث في 30 يونيو حيث كان الترويج لمسيرة تموج بسيل من النوايا والأهداف المتعارضة . فمبادرة حمدوك وضعت الجميع امام الأمر الواقع وقالت للشعب هؤلاء أنتم وهذه وبلادكم فحالها يغني عن سؤالها . لم يكابر فيها حمدوك ويقول للشعب ان الأمور عال ونحن سائرون وسوف نعبر وننتصر و(الدايرنا فليلقانا خلف يوم 30 يونيو) بل قال للشعب ان الأحوال ذي الزفت والبلاد على حافة الهاوية ومع ذلك سوف أظل ممسكا بالراية فان وقفتم معي لإنقاذ البلاد فأهلا وسهلا وان رفضتم فليتحمل كل واحد منا نتيجة موقفه، ولكن تأكدوا ان البلاد اذا انهارت سوف تنهار فوق رؤوس الجميع ولن يكون هناك منتصر فالكل خاسر.
(2 )
في تقديري انه نتيجة لتلك الخطبة الواقعية (المبادرة ) مر يوم 30 يونيو بسلام فالذين روجوا له من أقصى اليسار الى أقصى اليمين لزوموا منازلهم ولم يخرجوا للشارع، لقد أيقنت جموع الشعب ان القضية ليست قضية حكومة انما هي قضية بقاء البلاد في (عضمها) والحل ليس في المواكب ولابد لنا هنا من ان نقرأ ماجرى في 30 يونيو مع ما جرى في الثالث من ذات الشهر حيث كانت هناك دعوة لمواكب لإسقاط ولتأييد الحكومة الانتقالية ذات قوس قزح 30 يونيو ولكن الناس لم يخرجوا فيها انني على استعداد ان أجزم بانه إذا دعا الداعي للخروج غدا أو بعد غد لمسيرات لتأييد الحكومة الانتقالية فلن يخرج أحد وعلى أحسن تقدير سيكون مصير الدعوة نفس ما حدث في الثالث وفي الثلاثين من يونيو المنصرم حتى ولو كانت هناك مواصلات مريحة قبل وبعد العرض وساندوتشات فاخرة وعصائر . إذن ياجماعة الخير ان حكاية المسيرات والمواكب هذه قد باخت وسئمها الناس وأصبح مكانها السوشيال ميديا، فليبحث الناس عن وسائل أخرى لتقويم حال بلادهم المائل.
(3 )
في الأسبوع الماضي كتبنا في هذا المكان قائلين ان (مبادرة) حمدوك كانت بمثابة حجر كبير في بركة مضطربة ولكنها أحدثت أثرها محليا وعالميا، فمحليا اجتمعت مكونات الحكومة من قوى حرية وتغيير وحزب أمة وجبهة ثورية، والتفت حول الحكومة، كذلك اجتمعت المكونات العسكرية من قوات مسلحة ودعم سريع فأعلنت على رؤوس الاشهاد انها على قلب رجل واحد، والكل يعلم أن حمدوك عندما وصف صف المدنيين بالتشرذم وصف العسكريين بالانقسام لم يكن كاذبا ولكنهم التأموا كرد فعل لما قاله، أما الخارج فقد تمثل في اتصال لينكلن وزير الخارجية الأمريكي بحمدوك وترفيع الولايات المتحدة القائم بأعمالها في السودان الى سفير والأهم ما صدر من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي من وصول السودان لنقطة القرار ومن ثم الدخول في سلة الهيبيك لإعفاء الديون فكل هذا جعل يوم 30 يونيو يمر بسلام . خلاصة قولنا هنا ان (مبادرة ) حمدوك والتي وضعناها في مقال لنا يوم الثلاثاء 29 يونيو عنوانا (عصا المبادرة) في إشارة واضحة لعصا موسى قد فعلت فعلتها، والمكضبنا وما مصدقنا فليرجع لهذه الجريدة في ذات اليوم . نعم لقد لقفت كل ما يدور في الساحة من محاولات الزعزعة ولكنها أبقت على الأزمة كما هي، ونواصل إن شاء الله.
عبد اللطيف البوني
صحيفة السوداني