“الجريدة” هذا الصباح… ويا والي (السجم) يا أخي مرة في حياتك، وقبيل مغادرتك المنصب، أعمل ليك حسنة واحدة، يذكرك بها الناس في مجالسهم
———-
ما وراء الكلمات – طه مدثر
لم يسقط بعد
(0)
الشعب السوداني الأصيل، عرف البل منذ زمن بعيد، وأعتقد جازماً أنه أول من صدح وغنى للبل، ألم تسمع بقول المغنى (بلال تزورني مرة)؟ فالبلال عندما يزورك فعليك أن توصيه بعدم التوقف عن بل الجماعة إياهم، والسر الشائع الذي تعرفه كل الدنيا، بأننا لم نبتر بعد رؤوس النظام البائد ولم نفصل ذيوله وأذنابه، فالرجاء المزيد من البل!! وجاهل أو يدعي الجهل، من يظن أن النظام البائد، انتهى أمره، وقضى عليه بالضربة الثورية القاضية، وقضى نحبه، لا، أنه مازال حياً، يمشي بين انسان الثورة، بالمكائد والدسائس، واطلاق الشائعات، وترويج الإحباط ومحاربة الناس بالتضييق عليهم في معاشهم، وللأسف، يشاركهم في التضييق تحديداً، ولاة الولايات، لا ترفع حواجبك من الدهشة والاستغراب، وتتهم الكاتب بأنه (يتعاطى المكروه عمداً، ومن تعاطى المكروه عمداً غير شك يتعاطى الحرام).
(1)
وقبيل أيام التقى السيد دكتور عبدالله حمدوك، رئيس الوزراء، التقى بولاة الولايات (سواء ظلوا في أماكنهم، أو غادروها، وسواء كان هذا هو اللقاء الاخير ، أو الفطور أو الغداء الاخير لهم بالقصر، والجلوس مع رئيس الوزراء)، فهل ناقش السيد رئيس الوزراء، مع الولاة، الطريقة الأفضل والأمثل لضبط الأسواق في الولايات؟.
(2)
فان ضبط الأسواق وتنظيمها يجب أن لا يقتصر أو يتم اختزاله واختصاره على ولاية الخرطوم، فان لولايات السودان الأخرى حقوق في ضبط الأسواق، وفي اعتقادي الخاص أن ضبط الأسواق بالولايات يبدأ من إلغاء هذه الرسوم والجبايات التي نراها على الطرق القومية، فلا يعقل أن تضع الولايات وبمساعدة بعض الأجهزة الأمنية، تضع موانع على الطرق، وتأمرك بالتوقف، ثم تأمرك بدفع رسوم عبور ورسوم مرور ، والخ، ومعلوم بالضرورة أن هذه الرسوم (مهما طالت لفتها) فإن دفعها يقع على جيب المواطنين، وان إلغاء هذه الرسوم والجبايات، او حتى الضرائب الولائية التي تفرضها السلطات المحلية على بعض السلع، او حتى تخفيضها، هي البداية الصحيحة لضبط الأسواق، وضبط فوضى الأسعار، وعلى السادة ولاة الولايات، الذين هم بعيدون عن هموم المواطن، ان يكلفوا أنفسهم ولو مرة واحدة وأن يسجلوا موقفاً مشرفاً، ويعملوا على الغاء تلك الرسوم المسيئة للاقتصاد الوطني، او العمل الجاد على تخفيضها، رفقاً بالمواطنين.
(3)
ويا والي (السجم) يا أخي مرة في حياتك، وقبيل مغادرتك المنصب، أعمل ليك حسنة واحدة، يذكرك بها الناس في مجالسهم، وحسنة صغيرة تمنع عنك بلاوي كثيرة، أدناها، توقف المستضعفين من الدعاء عليك.
***********
طه مدثر
صحيفة الجريدة