بقلم صبري محمد علي (العيكورة)
لا شك أن لكل صنعة أصول وخطوات ومحسنات ومندوبات ومبطلات كما العبادات فمثلاً من أصول الكضب (النجرة المعقولة) يعني ما تقول لي عندنا شجرة جوافة الثمرة بتاعتا قدر البطيخة مثلاً فلازم تكون معقول شوية . أيضاً أن لا تنظر في عيني المستمع أثناء (النجرة) وخليك جادي ولا سيما إذا استحضرت المشهد وتمثلته فمثلاً لو قلت و(ططراخ أداه كف) فلا بأس أن تتجهم وتحك جضمك إمعاناً في مصداقية الكضبة . و من محسنات الكضب أيضاً تقليد الأصوات فمثلاً لو أن إحداهن أرادت أن تنجر في جارتها وأضطرتها الحدوتة أن تقول (وب عليّ) مثلاً فلا بأس أن ترفع ذراعيها مشيرة بالسبابتين وهي تردد (وووب عليّ وووب عليّ) فذاك أصدق مدعاه لرسم الحدث والموقع معاً وهذا من مكسبات الحديث قوة و يجعله أكثر مدعاة أن يصدق . كذلك يجب على الكضاب أن لا يجهل تاريخ (المنجور) في حقه فمثلاً لن يصدقك أحد لو قلت أن فلاناً قابلته ثملاً يترنح والكل يعلم أنه من مرتادي المساجد فالحكاية دي لازم تخليها في بالك كويس . وعندما تتهم زول بأنه جبان والكل يعرف عنه نقيض ذلك فالحكاية دي ما في صالحك وستلحق ضرراً بليغاً بنقابة الكضابين .
(طيب) نجيء لموضوع الكضب والتلفيق والتهم الشغالة اليومين ديل منذ قبيل ليلة الثلاثين من يونيو وإلى يومنا هذا والتي فشل ناجروها في إلصاقها بالإسلاميين لسبب بسيط وهو أنهم لم يتعلموا أصول الكضب وليتهم استعانوا بأحد بيوت الخبرة وما أكثرها حول العالم . فمثلاً قال أحدهم أن الجهات الأمنية قد أحبطت محاولة تخريبة واسعة كانت (فلول) النظام البائد تنوي القيام بها ! وطبعاً يا جماعة الأيام دي أستوردوا كلمة (الفلول) من مصر تيمناً بنصر السيسي (قدس الله سره) . لا حظ ده كلام (النجار) وليس كلام النيابة أو الجهات العدلية أو الشرطة ! براااهو كده لبس بدلتو وقال الكلام ده .أهااا وبعدين ! قال أن الفلول جمعوا (4000) من أنصارهم بالولايات للقيام بهذا الدور في الخرطوم ! (طيب يا شيخنا) أنت عارف الأربعة الف ديل يعني كم بص ؟ (٨٩) بصاً ! نضيف ليها الفلس الحاصل و نضيف ليها إنعدام الجاز ونضيف ليها نقاط التفتيش عند مداخل ولاية الخرطوم أهااا السيرة دي دخلت كيف ! وأنتو قاعدين وين؟ (ياخي كرهتونا الكضب ذاتو) .
الحتة دي عزيزي القاريء بترجع بينا لباب (معقولية الكضب) التي ذكرناها في صدر هذا المقال و بعدين قال أن هذا العدد جاء لبث الفوضى والذعر وقتل الأبرياء ! طيب بعد إنتهت (الرجفة دي كووولها) في زول مات ؟
يا جماعة ما تزعلونا ساكت يا كضبوا زي الناس يا خلوها الشغلانة دي . الحكاية دي علم وبحوث ما لعب ساكت كل من هب ودب عاوز يعمل فيها كضاب !
عزيزي القاريء تأكد أن ضعف الدولة هو مايفسح المجال لمثل هؤلاء الكذابين لبث الفرقة والشتات بين أبناء هذا الوطن الشامخ بمثل هذه الشائعات وصناعة الأخبار ذات الأهداف المغرضة فلا يعقل أن يحدثنا جزار عن الحالة الصحية لمريض أو واحد صيدلي يحدثنا عن الأمن والاستهداف أو حبوبتي السرة بت عجبين عن الصواريخ البالستية أو ميكانيكي عن عمليات تصحيح النظر بتقانة الليزر ! و ده بالضبط البحصل الأيام دي في السودان كل زول مولع صاجو ويعوس ناس لجنة هناي تحدثك عن الأمن والمالية تحدثك عن الصناعة وبتاع الصناعة يهابش في الثروة الحيوانية !
فيا جماعة عشان ما تفسدوا الصنعه دي ساكت خلو الكضب لي كضابوا . أيوااااا زي العجين بالضبط كده يا (عب باسط) .
و برضو على المتلقي الكريم أن يوزن الكضبة فإن وافقت الفطرة السوية فكان بها وإن لا فليردها في وجه قائلها غير مأسوفاً عليها .
قبل ما انسي:
غايتو الأيام دي مستمتعين بنتائج الكضب مع الخوفة . قال ليك واحد كان راجع مع ناس حلتهم من السوق وحدث أن إنقلب بهم اللوري فأصيب بعضهم فما كان من صاحبنا (البلولة) إلا و طبق مركوبه فى يده و جري هوا ليخبر أهل القرية فوصلهم لاهثاً يتهدج صوته أن اللوري قد إنقلب والناس كلهم كويسين إلا (حاج التوم كراعو الورانية إنكسرت !)
أظنها دي ياها زاتا حكاية صاحبنا و الأربعة الف (كوز).
صحيفة الانتباهة