لله والتاريخ: احمد البلال لا يستحق هذه المعاملة

هذه رسالة للفريق اول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة، ورسالة لشركاء السلام، من حركات مسلحة، ولمنظمات حقوق الإنسان ولكل صاحب ضمير حي… لماذا حظرت ممتلكات وحسابات الأستاذ أحمد البلال الطيب..؟

نحن نشهد ان الأستاذ أحمد لم ينتمي لأي حزب سياسي ولم تجيير صحفه ومنابرها ومواقفه لأي جماعة سياسية أو نظام سياسي، وظل حريصاً على حياده ومهنيته ومتعففاً عن أي مال عام.. وعصامياً في مسيرته، سهر وتعب وثابر ونجح.. فلماذا يعادونه لمجرد أنهم فاشلين؟

لقد كان الأستاذ أحمد حريصاً على تحقيق السلام في وطنه وباحثاً عن (كوة) أمل، وقرانا اخباره وتحليلاته وهو يحاور قادة الحركات المسلحة بلا إستثناء، بداية بجون قرنق ومالك عقار وياسر عرمان، وأذكر انه خصص للأخير ست حلقات من برامج (في الواجهة)، وتصدرت صحيفته لقاءات مع الراحل د. خليل إبراهيم في إتصال إستمر ساعات، وكانت اخبار (ساعات الصباح الأولى) كلها إتصالات استمرت الليل كله وهكذا دوماً متقدماً على الآخرين خطوة ..فلماذا تقاعسوا عن دعمه وفك الحظر عنه..؟ يا للحسرة وخيبة الأمل ..
لماذا تصادر ممتلكاته ولم يكن وزيراً أو مديراً أو نافذاً سياسياً أو من المحظيين، الذين كانوا في بيت الرئيس حتى آخر ليلة وكانوا في بيت البرهان وحمدوك من اول صباح اليوم التالي دون أن يرمش لهم جفن أو توجه لهم تهمة؟..

في رأي ان ما يجري للأستاذ احمد هو محض حسد وتصفية حسابات، فقد كانت صحافة ايام نميري محل تنافس بين صعود الأستاذ أحمد وتطلعات بعض الفاشلين من اليساريين، وحقدوا عليه ووجهوا له اصابع الإتهام بعد إنتفاضة أبريل ١٩٨٥م وخرج بالبراءة بعد تحقيقات ومحاكم.. ولكن حنقهم ظل دفيناً وحانت لحظة إنتقامهم والتشفي.. وعلى المخلصين من أبناء الوطن التصدي لمثل هذه الممارسات الدخيلة والسلوك المستهجن..؟

ناقشوا الأستاذ أحمد في آرائه وجادلوا بفكركم، ونافسوه في المهنة بجهودكم وعرقكم وإمكانياتكم وحاكموه بالقانون أمام القضاء إن وجدتم ما يريب، أما أن تحظروا ممتلكاته وحساباته وتضيقوا عليه فهذا عسف مخجل وفعل منكر وتخبط لا يجوز..

كثر من أمثالي ترعرعوا في مدرسة الأستاذ أحمد البلال الصحفية، وتطورت مهنيتهم وكثر مد لهم يد العون في لحظة العسرة وكثر ناصرهم بقلمه.. فلا تتركوه في وجه العاصفة وحده.. إن حق المهنة والزمالة والنخوة تتطلب مساندته وكف الظلم عنه.. لا يستحق المثابر والمجتهد ان يعاقب.. ويحاصر في وطن يحتاج جهد كل وطني غيور..

إن وجود أمثال الأستاذ أحمد في الساحة السياسية والصحفية عنصر عافية، ومصدر ثقة، وعنوان ثراء فلا تهزموه بالتحيزات قصيرة النظر والأحقاد الشخصية..

نكتب للفريق اول البرهان لإن اول حجز للممتلكات جاء من المجلس العسكري، ثم جاءت زيرو فساد بإتهامات جزافية عاني منها كثر من أبناء الوطن الخلص.. ونكتب لدكتور حمدوك وهو يبادر لجمع الصف ولكل الوطنيين، لا تدعو ثلة من الموتورين تصادر حتى المروءة والشهامة..

وعلي قادة الحركات المسلحة بأن يتذكروا ان يكونوا إضافة للوطن وللأمة وفك أغلال التحجر وتحطيم منصات الإنتقام والتشفي..
استاذنا احمد، إنها مرحلة عابرة، فإن خذلوك فإن حسبك الله وهو المستعان.. وسيكتب التاريخ انك عملت لوطنك وفق إجتهادك بما يليق والسلام..

د. إبراهيم الصديق علي

Exit mobile version