الشيخ بلة أبو قراقيب هو أحد سادات الأشراف ومن أبرز قادة الطرق الصوفية بمحلية الدندر، هذا الرجل العظيم يقود الآن حركة تغيير فاعلة وعلى درجة من الوعي ، وإن جاز لنا التعبير يمكننا القول بأن مايقوم به هذا الشيخ الجليل يرقى أن نسميه «انقلاباً « مكتمل الأركان أطاح بالكثير من المفاهيم والعادات والسلوكيات التي كانت سائدة في «المسائدوالتكيَّات»…حركة التغيير التي قادها الشيخ بلة أحالت داره بقرية التكمبري من مسيد ينتظر العطايا والهبات من الحكومات والمحسنين كشأن عدد من «المسايد» إلى مسيد تنطلق منه المبادرات لإنشاء مشاريع التنمية والنفير الشعبي وتوجيه طاقات المريدين والحيران والتلاميذ وشحذ العزائم واستنهاض الهمم للبناء والتعمير وإنجاز ماعجزت عنه الدولة المركزية والحكومات الولائية والمعتمدين والمديرين التنفيذيين بمحلية الدندر منذ سنوات طويلة…
الانقلاب الذي احدثه الشيخ بلة هو انقلاب على عادات ظلت سائدة ومفاهيم راسخة وكانت مصدر تندر وانتقاد ومآخذ على الطرق الصوفية التي يأخذ عليها البعض إهدار الوقت بإغراء وتحفيز المريدين والحيران بالمكوث في «التكايا» بدون عمل وتوفير المأكل والمشرب لبعض العطالة وعديمي الهمة بدلاً عن دفعهم وتحريضهم للعمل …. وبخلاف ماكان سائداً أن الشيخ بلة الآن يقود كتيبة الحيران والمريدين بنفسه ويوجه طاقاتها لإنجاز مشاريع بنية تحتية وتنموية وبناء المدارس والمراكز الصحية بجهود شعبية خالصة دون تدخل من الحكومة حسبما علمنا ، ويتقدم الصفوف من أجل هذا …
(2)
بالأمس شاهدتُ مقطع فيديو يتداعى فيه مريدو الشيخ بلة وحيرانه لبناء كوبري على خور كبير يسمى «خور» أبو رخيص على طريق الدندر الحظيرة ، وهو الطريق الاقتصادي والاستراتيجي الأول بمحلية الدندر…هذا «الخور» الذي يتم حالياً بناء الجسر عليه ظل يقطع ذلك الطريق طيلة أشهر الخريف ورغم الأهمية الاقتصادية والاستراتيجية لهذا الطريق ماكان يجد الاهتمام الذي يستحقه من تلك الحكومات …. فقد عجزت حكومات ولاية سنار المتعاقبة عن بناء هذا الجسر المهم ، وقد تابعتُ وعود الولاة: أحمد عباس والضو الماحي وعبد الكريم موسى والذين أتوا من بعدهم ببناء هذا الجسر ولكن للأسف كانت وعودهم تذهب أدراج الرياح في كل مرة ، رغم أن بعضهم شرع عملياً في البناء وأحضر بعض الآليات ولكن بكل أسف لم ير هذا المشروع النور إلا على يد هذا الشيخ الجليل وبجهد ذاتي ونفيرشعبي وميزانية تم جمعها عن طريق التبرعات وقد كان للشيخ بلة القدح المعلى في كل تلك الجهود…
(3)
نجح الشيخ بلة فيما أخفق فيه حكام ولاية سنار المتعاقبين الذين كانوا يرصدون الميزانيات الضخمة لهذا الجسر، وما أن تتدفق السيول والأمطار تجرف معها كل تلك الميزانيات لنستأنف الحلم والخداع والوعود العام التالي إلى حين بداية موسم الأمطارالجديد… نجح «أبو قراقيب» في استنهاض الهمم وشحذ العزائم وتوجيه طاقات مريديه وحيرانه والخيرين لبناء هذا الكوبري على أحدث وأمتن طريقة ، استشار فيها أمهر المهندسين وأهل الخبرة … بالأمس شاهدتُ فيديو الملحمة فرأيتُ رجالاً يتداعون للعمل بهمة وجد كما تتداعى الوحوش لفرائسها والشباب ينهمكون في الأعمال اليدوية القاسية والشيخ بلة قائد كتيبة التغيير وبطل ملحمة البناء هذه يتوسطهم في عز الهجير ، والكل يعمل بإخلاص على إيقاع المدائح النبوية… شكراً شيخ بلة قائد الملحمة والإنقلاب، فقد علمتنا درساً في الوطنية…
هناك أيضاً عمل ضخم لبناء مركز لغسيل الكلى بالمحلية واستراحة للمرضى ومرافيقيهم يقوم به نفر عزيز من أبناء الدندر في إطار الجهد الشعبي بعيداً عن الحكومات سنفرد له مساحة واسعة يستحقها….اللهم هذا قسمي في ما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.
صحيفة الانتباهة