يتداول البعض على بعض وسائط التواصل، تسريب مسجل بصوت المخلوع الحبيس البشير، وبدا المخلوع في هذا التسريب متعب ومتحشرج الصوت، ربما بسبب تقدمه في السن وربما لاصابته السابقة بسرطان الحنجرة الذي استشفى منه بالمملكة السعودية، وكان المخلوع عند اكتشاف اصابته بهذا المرض الخطير قد جزع جزعاً شديداً وتذكر الموت والحساب حين يلقى الله فرداً لا ينفعه مؤتمر وطني ولن تنجده حركة اسلامية، فكان وهو على تلك الحالة من الرعب والخوف و (الجرسة) أن حاول في كلمة مبثوثة ومنشورة استدرار عطف الشعب السوداني فطلب العفو من الشعب ومن كل من ظلمه، ولكنه سريعاً ما عاد الى جبروته وظلمه وعسفه عندما تجاوز محنة المرض و(شم العافية) كعادة الطغاة الذين لا يتعظون، ومن أبرز ما جاء في هذا التسريب أنه قدم للشعب السوداني أغرب وأعجب اعتذار، فاعتذاره لم يكن على جرائمه التي لا تحصى ولا تعد ولا على فساد نظامه الذي طال حتى البحر والفضاء ولا على الاف الانفس التي قتلها وسحلها وعذبها في بيوت الاشباح ودهاليز الموت، انما للعجب كان اعتذاراً يكشف أن المخلوع هو هو لم ينسى شيئا ولم يتعلم شيئا بل ما زال على غيه وضلاله، اذ أنه يعتذر للشعب السوداني لأنه وضع ثقته في من اسماهم بعض الخونة والطامحين للحكم، والراجح أنه يقصد (حميدتي الذي كان يناديه بحمايتي وقوش الذي أعاد تنصيبه مديرا لجهاز الأمن بهدف القضاء على خصومه من جماعته وقمع المعارضة والثوار)..
ويذهب المخلوع في تسريبه ليلبس لبوس الدين فيمارس الدجل والتلاعب بالدين كديدن جماعته، اذ يعقد المخلوع بلا خشية ولا حياء مقارنة بينه وبين سيدنا يوسف عليه السلام، فيقول مخاطبا الفلول إن النصر ساعة من الصبر وان الله ابتلاه كما ابتلى سيدنا يوسف عليه السلام أولا عندما غدر به إخوته وثانيا عندما باعوه لتجار القافلة بثمن بخس وأخيرا عندما لبث في السجن بضع سنين بسبب محاكمة ظالمة، وطمأن المخلوع الفلول بأن هذه المحن لم تزدهم الا قوة وصلابة اذهلت حتى جلاديهم وسجانيهم، وعن الثورة الباسلة قال ان الشعب السوداني أدرك كذبة الثورة وبأن ما حدث في السودان هو سيناريو صنعته عواصم كانت تكره السودان، فيا سبحان الله عمر الكذاب يتحدث عن الكذب وهو الكاذب الأشر الذي كان يعرف بين زملائه منذ عهد الكلية الحربية بعمر الكذاب، عمر الذي يكذب كما يتنفس حتى أن واحدا من أشهر هتافات الثوار كان مؤداه (مش كدا يا وداد كضااااابة)، وكذبته الأخرى الشهيرة التي يكذب فيها حتى على الكذب نفسه (حصل كضبت عليكم).صحيح أن الاختشوا ماتوا، اذا كان المخلوع يذم الكذب وهو الذي بدأ عهده الانقلابي بكذبة كبرى (اذهب الى القصر رئيسا وسأذهب الى السجن حبيسا)، ومن بين ما قاله المخلوع وأوقعه وهو لا يدري في شر أعماله ونواياه الخبيثة، أن الهواتف التي ضبطتها لجنة ازالة التمكين بمعيتهم حكاية مفبركة، اذا بالكذاب يؤكد صحة ضبطية الهواتف بدلالة أن تسجيله الصوتي المسرب تم عبر هاتف جوال، وكان يسمع خلال هرطقات المخلوع صوت شخص يهلل ويكبر..وخلاصة ما يمكن استخلاصه من هذيان المخلوع في هذا التسجيل، أنه مازال يعشم مثل عشم أبليس في الجنة في استعادة سلطته الغاشمة الفاشية الفاسدة..فتعجب وأدي ربك العجب..
حيدر النكاشفب
صحيفة الجريدة