تنابلة الإعلام !

* (التكرار يعلم الحمار) مثل معروف يردده الناس للسخرية من غباء البعض متفوقين في ذلك على الحمار (المفتري عليه) الذي يتعلم من التكرار بينما (السوبر أغبياء) لا يتعلمون شيئاً مهما تكرر الفعل، ومنهم التلفزيونات السودانية (التلفزيونات وليس الذين يديرونها)، وعلى رأسهم أبو راس كبير المعروف باسم تلفزيون السودان .. الذي لم تغيره كثرة الانتقادات والكتابات وظل في غبائه وسادرا في غيه وعدم احترامه للمواطن السوداني، ولا أدري هل هو مرض جيني يعاني منه، أم نوع من الغباء لا يُعرف مصدره أو سببه، لذا يصعب علاجه والتخلص منه!

* ظللت أمني النفس (الامارة بالسوء) أن تخذلني تلفزيونات السودان مرة واحدة بتغطيتها لحدث شعبي كمظاهرات الأمس التي خرج فيها جمع غفير من الشعب يندد بعضهم بسياسات الحكومة والضائقة المعيشية والخضوع لشروط صندوق النقد الدولي، بينما يدعو بعضهم لسقوطها، ولكنها كالعادة ظلت في غنائها ورقصها وضلالها، بينما توجه السودانيون بأبصارهم وأسماعهم نحو التلفزيونات الأجنبية صاحبة الأجندة والغرض ليعرفوا منها أخبار بلدهم ومن بينها تلفزيون (الجزيرة) ربيب الاخوان المسلمين، الذي أذاع في إحدى نشراته بأن “المظاهرات تأتي في ذكرى انقلاب البشير في 30 يونيو (1989 )”، ولم يذكر شيئاً عن تظاهرة 30 يونيو (2019 )الضخمة التي أعقبت جريمة فض الاعتصام، في محاولة بائسة ويائسة وفاشلة لنسب المظاهرات للكيزان لولا مداخلة مراسلهم في الخرطوم (الطاهر المرضي) الذي أجهضت مداخلته الموضوعية تلك المحاولة البائسة، وكان من الطريف أنه بث خلال إذاعة الخبر لقطة من المظاهرات يظهر فيها بعض الشباب وهم يحملون لافتة كتب عليها (أي كوز ندوسو دوس)!

* لماذا لا يزال المواطن السوداني يشاهد أحداث بلده من التلفزيونات الخارجية في عهد الحرية، إلا إذا كان التلفزيون السوداني والتلفزيونات الأخرى لا تزال تتلقى الأوامر من أعلى بما يجب أن تفعله ولا تفعله، وإذا كان ذلك هو السبب الذي يمنعهم من نقل الأحداث التي لا تتفق مع مزاج السلطة، فلماذا يقبل مديرو التلفزيونات بذلك، أم انهم يخشون على الوظيفة والمرتب الذي يحصلون عليه على حساب المبادئ والمهنية وحرية التعبير، أم ان المانع شيء آخر؟!

* نريد أن نعرف لماذا تتركون المواطن السوداني يبحث عن أخبار وأحداث بلده في التلفزيونات الخارجية، وليكن أحدكم شجاعاً ويخرج محدثاً الناس عن الحقيقة، بالسبب سواء كان هو الأوامر والتعليمات ام العجز والفشل، فيكسب احترام الناس بدلاً عن سخطهم واللعنات التي تنهال عليه وعلى رصفائه وتلفزيوناتهم كل يوم!
ألا يستحق المواطن والمشاهد السوداني في نظركم أيها السادة أن يتمتع ببعض الحرية والمهنية في مشاهدة أحداث بلده من تلفزيونات بلده، أم أن مصيره هو ان يشاهد الأغاني والرقص والحذلقة فقط، أما الاحداث المهمة فلا ومليون لا !

* لا أحد يعترض على الفنون والثقافة والغناء والرقص والسينما والدراما والرياضة وحتى الحذلقة الفارغة وكل جوانب الحياة الأخرى، وهي أشياء أساسية مثلها مثل الأحداث، ولكن لا يمكن أن يتجاهل التلفزيون خاصة ما يسمى القومي او تلفزيون السودان أحداث بلده، سواء مسيرات أو مظاهرات أو جرائم أو شيء آخر، ويتحول الى صالة غناء او صالون كلام كل الوقت!

* المهنية هي التي يجب أن تحدد ما يعرضه الجهاز الإعلامي، وليس الأوامر والتعليمات والامزجة، إلا إذا كان من يدير الجهاز الإعلامي ، مجرد (تنبل) بلا أمانة أو مهنية، خائف على مرتبه ووظيفته من الضياع!

***********

زهير السراج
صحيفة الجريدة

Exit mobile version