علاء الدين وزوجته المزعومة !

* صرنا نقرأ في الآونة الأخيرة عن جرائم احتيال منظمة وتزوير دقيق في المستندات الرسمية لدرجة التطابق مع المستندات الصادرة من أجهزة الدولة، او ربما تكون مستندات رسمية صحيحة صادرة من الاجهزة بناءً على مستندات (مضروبة) قدمت إليها، أو قد يكون بعض منسوبي تلك الأجهزة ضالعين بشكل أو بآخر في إصدارها عن عمد لتحقيق مكاسب مالية أو خدمة لبعض الأصدقاء أو الاقرباء .. كثيراً جداً ما سمعنا عن خروج أشخاص من السودان بهويات أو أختام مزورة (صادرة من جهات رسمية)، وهو أمر يحدث في كل انحاء العالم غير أنه انتشر في السودان بكثافة في السنوات الأخيرة !
* نشرت زميلتنا الصحفية القديرة (سوسن خليل)، قصة غريبة حدثت لمغترب سوداني من ولاية نهر النيل مقيم في الرياض بالمملكة العربية السعودية يدعى (علاء أحمد الحسين) وهو متزوج وأب لطفلين، حيث فوجئ بدخول امرأة سودانية للمملكة بأوراق سفر مزورة على انها زوجته وجاءت للمملكة في زيارة عائلية حسب الأوراق، اسمها (عزيزة الامين زكريا) مقيمة بالقضارف .
* يقول علاء الدين انه علم بالموضوع عن طريق الصدفة عند مطالبة السلطات السعودية له بواسطة رسالة نصية الى هاتفه الجوال حسب الطريقة المتبعة في المملكة، بدفع غرامة مالية لأن تأشيرة زوجته “المزعومة” انتهت، ومن هنا بدأت رحلته مع المتاعب لإيقاف هذه الزيارة العائلية التي تمت زوراً وبهتاناً باسمه، كما قال للزميلة (سوسن) وصحيفة الوطن (الغراء)!
* ويضيف : ” تملكتني الدهشة والحيرة وأنا لا أعرف هذه الشخصية اطلاقا ولم ألتقِ بها من قبل، وبعد بحث وجدت والدها في القضارف واتصلت عليه وأخبرته بالقصة، وأقر بأنه لا يعرفني وليس لي علاقة به ولا بابنته، وفاجأني بالقول بأن ابنته حسب علمه متزوجة ومقيمة في أم درمان دون موافقته وعلمه، وانه لا يعلم عنها شيئا، فطلبت منه أن يدلني على مكانها حتى يتم تجديد الزيارة ومن ثم تعود للسودان ولا تتفاقم الأوضاع للأسوأ ، لكنه رد علي قائلاً بأنه لا يعرف عنها شيئا، وقال لي بالحرف الواحد : “لو لقيتوها الدايرنو اعملوا فيها وتاني ما تتصلوا علي” .
* تقول ( سوسن) إن علاء الدين اشتكى لها من تعطل حياته تماماً، حيث ظل في حالة ذهاب وإياب ما بين السفارة السودانية والقنصلية والخارجية السعودية وشؤون الوافدين لمدة شهرين كاملين، وحصل بعد لأى وجهد على مستند من القنصل السوداني في الرياض يفيد بأن تزويراً حدث لأوراقه ونسبت إليه زوجة ليست زوجته، واعتقد ان قضيته شارفت على الانتهاء بعد حصوله على هذا المستند، غير أن إدارة الوافدين بالمملكة رفضت اعتماد الوثيقة وطالبت بحل القضية عبر السفارة السعودية في الخرطوم، ولكنه لا يستطيع العودة الى السودان، وكل ما يستطيع فعله هو توكيل من ينوب عنه وفتح بلاغ ضد الزوجة المزعومة بالتزوير، والى ان تفتي المحاكم السودانية في القضية سيظل مطالباً بدفع غرامات زوجته المزعومة ومتهماً في نظر الآخرين بالزواج من امرأة ليست زوجته، ولا يعلم أحد ماذا سيحدث خلال هذه الفترة، مناشداً الجهات الأمنية بمساعدته !!
* عندما سألته الزميلة عن الكيفية التي تحصلت بها المتهمة على المعلومات والمستندات الخاصة به، شكك في وكالة سفر بالسوق العربي، قال ان أوراقه كانت بطرفهم بغرض عمل اجراءات تخص زوجته أم أبنائه ، مضيفاً انه واجه أصحاب المكتب بشكوكه لكنهم أنكروا تماماً ضلوعهم في الأمر!
* كانت تلك قصة علاء الدين وزوجته المزعومة (عزيزة)، ولا يعلم أحد من سيكون أو من ستكون الضحية غداً، وهي رسالة لكل مواطن أن يحرص على أوراقه الرسمية ولا يفرِّط فيها لأي شخص او جهة لا يثق بها!

زهير السراج
صحيفة الجريدة

Exit mobile version