(0)
أصبحنا نتوجس خيفة، ويملأنا سوء الظن، ويسربلنا الشك من جميع القبل الاربعة، عندما تحدثنا الحكومة وطاقمها الاقتصادي، بأننا نسير في الاتجاه السليم لتصحيح مسار الاقتصاد السوداني، واندماجه في الاقتصاديات العالمية..
(1)
فهم قد قالوا لنا إن رفع إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، سيجعلنا نعيش في روح وريحان وجنة نعيم، وسيجعل المستثمرين الأجانب، يتكالبون علينا، وكل مستثمر يمني النفس بالاستثمار الجزيل والربح المضمون، فرفعت امريكا اسمنا من قائمة الدول الراعية للإرهاب، فماذا كان الحصاد؟ وأنت وأنتم (وحمدوك وطاقمه الاقتصادي، شايفين الأوضاع كيف)؟ وهنا نتذكر مقولة عمنا الراحل الساخر جلال عامر، الذي كان كلما سمع الرئيس المصري الراحل المخلوع (الاول في أفريقيا تقريباً) يباهي ويفاخر بأنه صاحب أول ضربة وطلعة جوية على إسرائيل، فيقول له جلال (بعد أن رأى سوء الأوضاع في عهد حسني مبارك) ياريتك ضربتنا وحكمت اسرائيل!! باعتبار أن ضربة حسني مبارك، نهضت بإسرائيل، بينما صار حكم محمد حسني، وبالاً وخراباً على مصر، ونحن نقول لحمدوك وطاقمه الاقتصادي (ياريتكم خليتونا مع الدول الراعية للإرهاب، على الأقل كنا، عارفين، رأسنا من رجلينا!!).
(2)
وأيضاً ذات الطاقم الاقتصادي الحكومة قال إنه لا بد من تحرير سعر الصرف، ثم تحرير سعر الوقود، لأنهما من (مشوهات الاقتصاد) و تحريرهما (من مين لا أعرف)؟سيؤدي الى انتعاش الاقتصاد السوداني، والمؤمن السوداني (ذكراً أو انثى) صديق ، فصدقنا ذلك ، ولكن تصديقنا كان مصحوباً بالسخط والغضب والنقنقة والنقرطة، ثم أصابنا الفتور والاعياء، فرضينا بسياسية الأمر الواقع، (وانتوا براكم شايفين) أن ذلك الرفع أدى إلى دخول الجنيه السوداني الى غرفة العناية المركزة و(إن عاش) وان الأوضاع ازدادت سوءاً، ولا سبيل أمامنا إلا مزيداً من الصبر.
(3)
وآخر ما في جعبة البنك الدولي والمؤسسات المالية الدولية، من توصيات وروشتات، هو الغاء مايسمى الدولار الجمركي، باعتبار أن السودان هي الدولة الوحيدة في العالم التي تتعامل بهذا (المشوه الاعظم) للاقتصاد، أي الدولار الجمركي، فكان لابد من إلغائه، وتزعم الحكومة ممثلة في طاقمها الاقتصادي، ولكن هذه المرة تمت إضافة مدير هيئة الجمارك الفريق بشير الطاهر، ليقولوا إن إلغاء الدولار الجمركي سيساهم في تثبيت الأسعار، ولن يؤدي إلى ارتفاعها و الخ، ولكن الكلمة الفصل، ستكون للأسواق وللتجار، الذين يشهدون مؤتمراتكم الصحفية، ولكن لهم آراء وتخطيط وأفعال وعمايل أخرى مختلفة، سترونها قريباً جداً.
(4)
فيا أعز عزيز، صدقني، مرة في العمر، أنك لا تحتاج أن تكون ادم سميث، جديد، حتى تدرك أن حال الاقتصاد السوداني، لن ينصلح حتى تعرف ونعرف هل هو اقتصاد رأسمالي ام اشتراكي، ام هجين؟وكما لا يمكن لحصان وحمار جر عربة واحدة، فلا يمكن لرأسمالي واشتراكي أن يقودا عربة الاقتصاد السوداني، ولا شنو الفهم؟
طه مدثر
صحيفة الجريدة