مرتضى الغالي يكتب أفراح ولقاحات ضد النكد…!!

أخبار مُنعشة تدعو للابتهاج.. منها تأسيس مكتبة عامة في كادوقلي وتدشين مبادرة (إستيلا قايتانو) لإنارة نيالا- الضعين- نيرتتي بمشاعل التنوير عبر الكتاب.. ومقترح (الولد العجيب) محمد عبد الباري مع معهد عبد الله الطيب وبيت الخرطوم للشعر الذي أضاء قناديله أخونا “الصديق عمر الصديق”؛ إلي جانب دار نشر جامعة الخرطوم ..الدار العريقة التي كان لها صيتها وثمارها وزهورها اليانعة داخل خميلة سلاسلها الذهبية.. والتي عادت لنا بفضل ثورة ديسمبر المجيدة بعد (تشليعها) في زمن انكشارية الإنقاذ وبمساعدة بعض من كانوا يعملون فيها نتيجة (الهَمَلة) ولا عفا الله عما سلف من نهبوت..!

مبادرة سامقة خرجت سائغة بين فرث ودم غايتها فتح منافذ النشر لإبداعات الشباب وفق أسس تجري على النسق العالمي وتخرج بنا من مبادرات (ثقافة الهبتلي) العشوائية التي لا تكاد تنهض على ساق حتى تموت في مهدها غير مأسوف عليها…هذه هي الأخبار التي تشرق بها شموس الدولة المدنية..وهذه هي الأضواء التي يخاف منها الفلول..(الجهاليل المناكيد) أعداء الاستنارة..! ومثل هذه المبادرات هي التي تخرج بالوطن من (هرج السياسة) وكل هذه الشحنات الكثيفة من الرسائل الفارغة والتشاؤميات السخيفة والمقذوفات التخذيلية التي تنطلق سمومها على ثوراتنا الباسلة كل إطلالة فجر ومساء، وما أن (يقش الفلول عيونهم) من النوم (أبو كوابيس) لاختيار “كذبة اليوم” ونسج “فرية الحقد” لتعكير صباحات الرحمن الندية..!!

هذا هو ما يجب الاحتفاء به من بين عشرات القصص الإخبارية الخائبة والمقطوعات والمنشورات والهترشات والمكايدات وما يتم تبادله من (اللايكات) التهريجية التي تبارك ما لا يحتاج إلى مباركة.. وباقات (الزهور والوردِ) الميتة التي تملأ على الناس أديم محمولاتهم بغير أن تعرف من الذي رسمها وصوّرها..إنما هي من مستخرجات (عدم الشغلة) على سُنة (كوبي أند بيست) بغير معنى واختيار وبلا روح أو عاطفة.. إنما هو اعتباط وأموال تذهب إلى شركات الاتصالات التي لا نعرف حتى الآن من يملكها وأين يذهب عائدها ..!!

هكذا يكون العمل النافع والمبادرات الحية المُوحية من إستيلا (غايتو إستلا غايتانو حكاية)..! بنت السودان الظريفة التي تخطو على تراب الوطن وهي تحمل هموم المقهورين والمنطوين في زوايا النسيان من أبناء وبنات البلدات في الأصقاع البعيدة وتحت هجير المعسكرات وشقاوة النزوح واللجوء.. إنها تسابق جهود وزارة الثقافة والإعلام ومؤسسات الدولة.. بل تقوم بما لا تفعله هذه الهيئات وليس في يديها غير هذه (الأماني العذبة) التي كانت تتراقص حيالها ثم تمثلت عملاً وانجازاً تلمسه بيديك عبر المؤازرة التي تجدها من الشباب ومن جماعات وهيئات أهلية ومدنية.. وهاهو التجاوب يأتي من بيت الشعر ودار جامعة الخرطوم للنشر ومن الشاب محمد عبد الباري الذي أخصب الحدائق وهزّ المنابر خارج الوطن وأحرز اعترافاً إقليمياً معرفياً بعيد المدى إقراراً بشاعرية السودان.. فلم يسبقه أو يعقبه حتى بين كبار أساطين الشعر في المنطقة من استطاع تصوير مآلات “الربيع العربي” قبل وقوع دمويته المتوحّشة في بعض البلاد.. والتي نزعت فتيلها ثورة ديسمبر وعطّلت عجلة الفوضى الدوارة وهزمت بسلميتها مخططات علوج الإنقاذ وتوابعهم لنشر الموت والخراب في بلادنا على غرار داعش وعصابات التأسلم السياسي المُجرمة..! هكذا حذّر محمد عبد الباري من خط الدم (شئ يطل الآن من هذي الذُرى.. احتاج دمع الأنبياء لكي أرى / ستقول ألسنة الذباب قصيدةً.. وسيرتقي ذئب الجبال المنبرا..)..! هذه المبادرات ستبني الوطن الذي هدمته الإنقاذ وستهزم دفائنهم وفخاخهم..
فكل خطوة نحو الاستنارة والخير والحق والجمال هي مرواد كي و(ساجور عاصي) وشوكة طلح (تِندَبّ) في عين الفلول..!!

صحيفة السوداني

Exit mobile version