المكون العسكري للثورة المصنوعة .. المصائب يجمعن المصابين !!
• تتحدث مجالس السياسة والإستخبارات في الخرطوم عن كواليس الحركة ( المحروسة) لشخصية أمنية رفيعة تتجول بحرية بين مجمع الفلل الرئاسية بحي الشاطئ الراقي بالخرطوم والغرف المحصّنة لسفارة دولة غربية (كبري) ودولة عربية( شقيقة ) نجحت حتي لحظة كتابة هذه السطور في تجيير الموقف السياسي والدبلوماسي السوداني وتوظيفه لمصلحتها الخاصة في (لجة ) خلاف فني فقد السودان أوراق ضغطه المعروفة وصار متماهياً بالمجان مع موقف العاصمة العربية التي عرفت أخيراً كيف توظّف كروت اللعبة لصالحها .. علي الأقل حتي اللحظة الراهنة ..
• وليس بعيداً من هذا كله تصاعد الأخبار التي إختلطت بالعاصفة الترابية التي غطّت سماء الخرطوم مساء كتابة هذه الحروف وفيها أن رئيس هيئة أركان الجيش المصري في الخرطوم .. والسبب زيارة غير معلومة الدوافع والأسباب ..
• عاصفة سياسية أخري لم تكن مدرجة ضمن حسابات الطقس السياسي الداخلي .. أن تتنادي فصائل الحزب الإتحادي الديمقراطي وأجنحته المتنافرة للقاء وحدة جامع تحت مظلة ورعاية مولانا محمد عثمان الميرغني والذي يعلم الأباعد منه قبل المقربون أنه ليس في كامل صحته وعافيته وقوته الذهنية التي تمكنه من التخطيط والتدبير لجمع شتات الإتحاديين بهذا الحشد غير المسبوق منذ سنوات عديدة !!
• ليس سراً ولا غريباً القول جهراً بوجود أصابع وإرادة سياسية معروفة وراء هذا التنادي الإتحادي الذي بعث برسالة واضحة إلي ( طحالب) المشاركة في حكومة حمدوك باسم الإتحاديين أنهم بلا قواعد .. وعليهم البحث بأعجل ماتيسر عن (حاضنة ) سياسية خارج جلباب مولانا رد الله غربته .. وعافيته !!
• قبل أن يقع حمدوك في أكبر أخطائه الكارثية منذ جلوسه علي كرسي رئيس وزراء الحكومة الإنتقالية .. قبل أن يذهب حمدوك لإعلان مبادرته التي لم يطلع عليها قادة الجيش والأمن والشرطة ، قبل أن يرتكب حمدوك هذا الفاول داخل منطقة الجزاء ، كانت قيادات رفيعة من الجيش السوداني تتحدث بصراحة وصرامة مع شخصية عسكرية تماهت مع التيار اليساري والعلماني الذي صار يتلاعب بورقة التخويف من خطر الكيزان علي الثورة .. اللقاء الذي تحدثت عنه المناطق العسكرية للجيش بوضوح كان حاسماً وواضحاً لأقصي حد .. لا يمكن السكوت مطلقاً علي الحملة المنتظمة لإضعاف القوات المسلحة والتحريض علي تمزيق أوصالها ..
• كان اللقاء صريحاً وواضحاً لأنه قد يكون الحديث الأخير في وجه العاصفة ..
• جمعت خيمة عزاء والد الفريق عمر زين العابدين كل الفاعلين في المشهد العسكري والأمني والشرطي في السودان .. وكان لافتاً حرص الفريق برهان علي الحضور علي مدي يومين والجلوس طويلاً في بساط العزاء وتناول الشاي واللقيمات بعيداً عن قيود البروتكول والمحاذير الأمنية المضروبة حول الرجل منذ أشهر ..
• خيمة عزاء والد الفريق عمر زين العابدين كانت رسالة إعتذار صامتة للرجل الذي ضحي به زملاء الدفعة ورفقة الخندق والسلاح فقط لأن ( شذاذ الآفاق) في قوي الحرية والتغيير وكوادر الخراب في التنظيمات اليسارية وعلي رأسها البعثيون والشيوعيون قادوا حملة عداء سافرة إنتهت بإبعاد زين العابدين من منصة القيادة والتي كان أقوي رجالها وأكثرهم وضوحاً في الرؤية والتشخيص الدقيق للواقع الذي إنتهي إلي خطاب ماقبل الوداع الحزين لرئيس وزراء الثورة المصنوعة !!
• إكتشف قادة الجيش والأمن والشرطة أنهم وقعوا ضحية لحملة شيطنة منظمة ومنتظمة ستقود إن لم يتداركوا الخطر القادم ، ستقود لا محالة إلي تعليق رؤوسهم في المشانق !!
• إنها الحقيقة المرة .. والصادمة .. لن يرتاح البعثيون .. ولن يهدأ بال للشيوعيين قبل تصفية الجيش السوداني والقوات النظامية الأخرى من كل قادتها الشرفاء .. وبعدها لن يجدوا مانعاً في تفكيك هذه المنظومة القوية لصالح أجهزة المخابرات العالمية التي لم يهدأ لها بال حتي فككت الجيش العراقي .. والعجوز البعثي السنهوري يعلم حقيقة المؤامرة علي العراق لكنه اليوم ينشط في جبهة إضعاف الجيش السوداني العظيم ..
• فاجأ حمدوك قادة المؤسسات العسكرية والأمنية والشرطية بإعلانه وجود خلافات طاحنة بين المكونات العسكرية وتخوفه من تأثير هذا الخلاف الخطير علي مستقبل الفترة الإنتقالية بالسودان !!
• قبل أن تهدأ عاصفة تصريحات حمدوك جمعت المصائب قادة الجيش والدعم السريع تحت مظلة واحدة للتأكيد علي وحدة الصف ووحدة المؤسسات العسكرية وأنها لن تسمح للعابثين بتحريك أعواد الثقاب في (عويش) الفتنة !!
• سيناريو اللحظات الأخيرة لحكومة الثورة المصنوعة جمع ( المصابين) من قادة المكون العسكري الذين ظنوا أن ورم التآمر علي السودان الوطن ومؤسساته العسكرية والأمنية هو شحم التغيير الذي سينقل البلاد من ضيق الكيزان إلي سعة الحرية والتغيير !!
• أما وقد حدث ما حدث .. وبات حمدوك والذين معه علي بعد خطوات من الرحيل المر .. لهذا فعلي قادة القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى الإنتباه ..
• لم تتوقف مؤامرة الثورة المصنوعة بعد .. ولمن يريد التركيز أكثر ، نرجو مطالعة الفقرة الأولي من هذا المقال !!
عبد الماجد عبد الحميد