تخطى منتخب السودان نظيره الليبي بالفوز عليه (1/0)، مساء أمس السبت بالعاصمة القطرية الدوحة، وتأهل لنهائيات كأس العرب، وهو ما تجلت فيه مجموعة من الإيجابيات والسلبيات. فبذلك الفوز، حقق السودان انتصاره الرسمي الرابع على التوالي، بعد التغلب على كل من غانا وساوتومي وجنوب إفريقيا. وبالتالي سيجد منتخب السودان أمامه إعدادا نوعيا لنهائيات كأس الأمم الإفريقية، المقررة بالكاميرون مطلع العام المقبل، من خلال مواجهة الجزائر ومصر في البطولة العربية. وأزال هذا الأمر عن كاهل اتحاد الكرة السوداني العبء المالي، الذي كان سيتحمله من أجل توفير إعداد مثالي للمنتخب، في ظل الواقع الاقتصادي الصعب بالبلاد. إستراتيجية ناجحة ومن أكبر الإيجابيات أيضا، نجاح إستراتيجية اتحاد كرة القدم السوداني، التي انطلقت منذ العام الماضي، الساعية لتعزيز وجود المنتخب في المنافسات الكبرى، وهو ما حدث بالتأهل لتصفيات مونديال قطر، والصعود لنهائيات كأس الأمم الإفريقية وكأس العرب. وما كان لهذه الإستراتيجية أن تصيب النجاح، لولا أن الدكتور كمال شداد، رئيس الاتحاد، طرح استكمال الموسم في ظل جائحة كورونا، خلال الاجتماع الشهير في يونيو 2020. وأدرك شداد حينها، أن أكبر متضرر من توقف كرة القدم لنحو 6 أشهر هو المنتخب، فنجح في استصدار قرار استكمال الدوري، وسط معارضة شرسة داخل مجلس الإدارة. أما سلبيات المنتخب السوداني أمام نظيره الليبي، فظهرت في الشوط الثاني، الذي استحق فيه فرسان المتوسط الإشادة، حيث تراجع صقور الجديان بشدة، ما أتاح لمنافسهم صناعة 3 فرص مؤكدة، أحدها تصدت لها العارضة. ولولا تألق الحارس، علي عبد الله أبو عشرين، لتحول سيناريو المباراة لمصلحة المنتخب الليبي، الذي مُنح مساحات واسعة للتحرك، في ظل ضعف الرقابة من مدافعي السودان، إلى جانب فقدان الكرة بسرعة بعد الحصول عليها. لكن في المجمل، فإن الوضعية الحالية لمنتخب السودان جعلته يتخلص من حالة التخبط الفني والإداري، التي كان يعيشها، وأصبح الاستمرار على ذات المنوال يمثل تحديا كبيرا لمجلس الإدارة المقبل، الذي سيُنتخب بنهاية هذا العام.
الخرطوم : بدر الدين بخيت موقع كوورة