(1)
تفاجأ سكان عمارة مطلة على شارع المعونة ببحري في ليلة واحدة بتحطيم زجاج سياراتهم التي كانت تقف بجانب البناية المؤلفة من عدة طوابق وبعثرة ما بداخلها وسرقة بعض أجزائها، وقد رُصد بعض الفاعلين وتبيَّن أنهم من الصبية المشردين، أو ربما عصابات النيقرز… وفي الصباح تم إحصاء السيارات المنكوبة والتي بلغت في مجملها “20” سيارة (9) لساكني العمارة و(11) من سيارات الجيران بالحي، حسب إفادات أحد قاطني تلك العمارة، كما لو أن الأمر قد بدا أشبه بنقمة يحركها الحقد الطبقي … وإن كان ثمة سؤالٌ بريء، نتساءل: هل بدأت ثورة الجياع بتهشيم زجاج السيارات؟ وهل هذه إلا أشراطها…
(2)
عشية موكب 3 يونيو وأحداث التخريب التي تلته تعرضت عشرات السيارات في عدد من أحياء بحري وامدرمان لعمليات تحطيم الزجاج وبُعثرت تلك السيارات وسُرقت بعض أجزائها ليتفاجأ أصحابها في الصباح الباكر بما حدث لسياراتهم، ليدخلوا في دوامة التفكير القاتل في حسابات كُلفة تغيير الزجاج الذي يتراوح مابين 40 ألف جنيه إلى 20 ألفاً للنوعية متوسطة الجودة، قبل أن يفيقوا من صدمة القفزة العالية لسعر جالون البنزين من 670 جنيهاً إلى 1305 جنيهات… (لا بأس أصحاب السيارات هم أيضاً في طريقهم ليصبحوا مشردين)….
(3)
في الحي الذي أقطنه صحا عدد من جيراني على طول الشارع على وقع حادثة سطو على سياراتهم بعد أن هشمت مجموعة من المشردين الهائمين على وجوههم زجاج سياراتهم المرابطة على منازلهم ليلاً، وهكذا أصبحت هذه الظاهرة المزعجة تقض مضاجع الآمنين وتسرق النوم من أجفانهم قبل أن تسرق الطمأنينة من نفوسهم… هكذا تحولت العاصمة القومية فضاءات مستباحة لنوع جديد من السطو والسرقات التي تستهدف السيارات خارج المنزل خاصة سيارات ساكني الشقق والمنازل الضيقة التي تضيق حتى على ساكنيها…
(4)
السيد وزير الداخلية، السيد مدير الشرطة، بم تنصحان المواطنين من سكان الشقق والمنازل الضيقة كي يضمنوا سلامة سياراتهم من السطو وتحطيم زجاجها ليلاً، هل تنصحونهم بحمل سياراتهم معهم إلى داخل الشقق أم ماذا تقترحون؟ فالناس ماعادوا آمنين داخل بيوتهم، وما عادت سياراتهم آمنةً خارج المنازل.. قولوا لنا ماذا أنتم فاعلون أيها الوزير… رفع السيارة إلى داخل الشقق ربما أسهل من دوريات الشرطة التي كانت تجوب الأحياء حماية للمواطنين وممتلكاتهم…
(5)
لا أظن أن هناك حلاً سيقدمه وزير الداخلية ومدير الشرطة طالما أن الشرطة نفسها تهدد بالإضراب عن العمل، وهو أمر لم يحدث في العالم لا الحديث المعاصر ولا العالم القديم ولا في القرون الوسطى… الحل عندي أن تنظم الحكومة حملات لتجميع المشردين وتضعهم في دور للرعاية الاجتماعية وتصرف عليهم من جملة الـمنح والهبات والمساعدات التي جاءت من الخارج، على الأقل تكون الدولة قد أصلحت حال فئة من أبنائها وأحسنت إليهم ومنعت أذاهم من بقية المواطنين ……هذا اللهم هذا قسمي في ما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.
صحيفة الانتباهة