سهير عبدالرحيم تكتب: (وصلني).. أين هؤلاء؟!!

كتب الزميل والصديق العزيز محمد عبد القادر

همة الخير لن تفتر في هذا الوطن طالما أن السمر والسمراوات الميامين من ابنائه الخلص تحركهم آصرة الانتماء المجيد لأهله وترابه، لن ينال منه أحد طالما ظلت وشائج الوعي الرصين تسيطر على إحساسنا بأن السودانيين يستحقون الأفضل دوماً .

بالأمس كان (شارع 15) بالخرطوم العمارات وسيماً ، تدفق فيه إحساس الخير مع هطول الغيث الذي تماهى مع المناسبة وهمى قطراً رطيباً بعد أن أسبل الغيم جفنيه على الناس و المكان.

نصاعة الامتنان لهذا الشعب كانت حاضرة والصديقة الأخت العزيزة سهير عبدالرحيم وإخوانها وأخواتها يدشنون مبادرة (وصِّلْني) لترحيل طلاب الشهادة السودانية التي ستبدأ أعمالها السبت القادم.

رهق المشاوير الطويلة لابنائنا وساعات الدراسة والاستذكار والتحصيل، آمال تحاصرها الظروف، وخطوات تنشد المجد والتفوق، سهر الأسر وإنفاقها خصماً على فاتورة العلاج وحق الحليب، كل ذلك سيبدأ حصاده وسط مهددات عديدة أولها ترحيل الطلاب من والي المدارس مع ندرة وارتفاع أسعار الوقود.

(مبادرة وصلني) التي أطلقتها سهير عبدالرحيم تستنهض المعروف وفعله في أنفس السودانيين مؤسسات؛ وأصحاب همة وفضل ظهر، تناجي نبل الأرواح وإشراقها في دروب الخير مهما قست الظروف، تدعونا لإيقاد شمعة بدلاً عن لعن الظلام، وتضعنا أمام اختبار إنساني يتطلب إجابات نموذجية تخاطب أسئلة معقدة تحاصر الواقع الذي لا نملك فيه غير الإرادة والتصميم على أن نكون أولا نكون، إذ لامناص من أن يمتحن ابناؤنا ب( الفي والمافي) ، نقلهم ولو على ظهورنا إلى مقاعد الامتحانات ونحملهم غافلين كذلك إلى حيث يقطنون، نوفر لهم دعماً نفسياً يستحقونه ونحن نعول عليهم في أن يتجاوزوا بنا ظلام واقعنا الحالك إلى فضاءات المجد والنور الذي نريد.

بالأمس سمعت الوطن يغني ( ما احلاهم شالوا معاي الهم بالجملة)، مجموعة من الإعلاميين المتطوعين ( شباب وشابات زي الورد)، رأيتهم في طلمبة شارع 15 بالعمارات يدشنون (مبادرة وصلني) ، يبرمون موعداً مع الخير ، وينسجون من خيوط الوعي استنارة تشعل الأمل في نفوس الطلاب وأسرهم وتستحث المؤسسات والأفراد أن هلموا لتوصيل ( الاولاد والبنات) فلذات الأكباد وبذرة المجد في بناء البلد( البنحلم بيهو يوماتي وطن شامخ وطن عاتي وطن خير ديمقراطي).

للأسف ماكان لنا أن نستجدي توصيل أولادنا وبناتنا بالمبادرات، ولكن أما وقد ( حدث ماحدث)، فإننا نأمل تسابقاً من المؤسسات أكبر مما رأينا ، تمنينا حضوراً رسمياً ينضم إلى هذا الدفع الشعبي الذي شحذته المبادرة وضخته في شرايين الرأي العام. ( مافات شي ) مازلنا في البداية، نأمل أن تهتم الدولة بالمبادرة لأنها شقت طريقاً نحو الحل ينبغي أن نسلكه جميعاً، حكومة ومجتمعاً.

شكراًللجيش (الحارس مالنا ودمنا) وللشرطة التي هي دوماً (في خدمة الشعب) ولجهاز الأمن والمخابرات، كل الامتنان لشركة مواصلات ولاية الخرطوم أمنياتنا أن تمضي في دعم مبادرة( وصلني) إلى ما لانهاية رغم زيادة أسعار الوقود ، وافر التقدير كذلك لشركتي (سوداني) و( ترحال) ..

علىماشهدنامنخيرمنتظرمنهذهالمبادرةيجدربناأننتساءلمعغيرنا،أينبقيةمؤسسات الدولة وشركات القطاع الخاص؟، أين رجال الأعمال؟ ، أهل الخير من ابناء السودان – الذين يسدون عين الشمس – من دعم مبادرة وصلني، ولماذا تغيب الدولة عن مثل هذه المبادرات حالها مثل الذي ( دس المحافير) حينما جاؤوا ليساعدونه في حفر قبر أبيه … أين الاسماء الكبيرة في دنيا المال، وأين وأين ؟!.

لسهير صاحبة القلم المصادم والطرح الجرئ أمنيات النجاح في مسعاها النبيل، سهير طاقة خير موارة بالوعي والطموح، لم تقعد بها الهمة يوماً عن ملاحقة احتياجات الناس ، كان بالإمكان أن تكتفي ببريق الشهرة ولمعان الاسم لكنها ظلت تبحث عن المقدمة دوماً ، لاتصيب مقاماً من المجد إلا وتبارحه إلى موقع أكثر تميزاً ولمعاناً، قليلون هم الذين يوظفون اسماءهم الكبيرة لخدمة المجتمع بِلا منٍّ ولا أذى، وسهير عبدالرحيم أبرزهم .

لشباب المبادرة، خلية الخير النشطة من أبناء وبنات السودان الأوفياء كل الحب والتقدير ، والأمنيات بالتوفيق والسداد في مهمتهم النبيلة..

ولابنائنا وبناتنا الممتحنين والممتحنات أمنيات التوفيق والنجاح، (وصلني) محاولة مجتمعية خيرة لتقديم مساعدة تعينهم على إنجاز المهمة على أكمل وجه..

ندري أن التعقيدات أصبحت أكبر من التوصيل من والي المراكز لأداء الامتحان، لذا فإننا نناشد الجهات المختصة بتوفير الكهرباء وكل ما يمكن أن يدعم مسيرة طلابنا نحو التفوق والنجاح..

نقلاً عن صحيفة اليوم التالي*

خارج السور :

ساهمعزيزيالمواطنفيتوصيلالتلاميذلمراكزالامتحانات …

للتواصل مع منظمة خطوة عشم / مبادرة

وصلني هاتف 0100007778

وصلني عشان الحق الامتحان

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version