في 21 يونيو 2001، كان الفن المصري والعربي على موعد مع خسارة كبيرة بإعلان وفاة سعاد حسني، “سندريلا الشاشة” كما لقبها نقاد الفن في عصرها.
سعاد لها في كل شيء، التمثيل والغناء والاستعراض، لها في الكوميديا والتراجدي، عملت للسينما والتلفزيون والإذاعة، وملئت الدنيا بهجة، وخفة، واختار النقاد ثمانية أفلام من بطولتها في قائمة أفضل مائة فيلم مصري، لتصبح بذلك الممثلة صاحبة الرقم القياسي بالمشاركة مع فاتن حمامة، فكانت بالفعل “سندريلا” الزمن الجميل، التي لم يتكرر مثلها حتى الآن.
يمر غدا 20 عاما على رحيلها، لكنها تبقى في ذاكرة الجميع، وكدليل آخر على تفردها، إنها حتى الآن إذا حضرت على الشاشة في مشهد أو استعراض أو غناء، تشد إليها الجميع، باختلاف أعمارهم وثقافتهم، بل لا تزال استعراضاتها للربيع مثلا واحدة من أشهر العلامات على قدوم فصل الربيع، يسمعها الكبير والصغير.
حياة ممتلئة بالفن
اكتشفها الشاعر عبد الرحمن الخميسي الذي أشركها في مسرحيته هاملت لشكسبير، ثم ضمها المخرج هنري بركات لدور البطولة في فيلمه حسن ونعيمة عام 1959، كان عمرها وقتها 16 عاما، وحققت نجاحا كبيرا، فراح المخرجون يتهافتون عليها، فجاء عام 1960 ولها 5 أفلام، وواصلت سعاد النجاح إلى أن أصبحت واحدة من أشهر نجوم السينما في العالم العربي خلال الستينات والسبعينات والثمانينات من القرن الماضي.
ومن أشهر ما قدمت “إشاعة حب” (1960)، و”القاهرة 30″ (1966)، و”الزوجة الثانية” (1967)، و”غروب وشروق” (1970)، “خللي بالك من زوزو” (1972)، و”شفيقة ومتولي” (1979) و”الراعي والنساء” (1991).
وقفت أمام النجوم
وشاركت سعاد في هذه الأعمال أمام نجوم السينما المصرية، فوقفت أمام شكري سرحان، وأحمد زكي، ونور الشريف، حسين فهمي، ومحمود عبد العزيز، وأحمد مظهر.
وأخذت عن فيلم “شفيقة ومتولي” جائزة أحسن ممثلة من جمعية الفيلم المصري، وجائزة من وزارة الثقافة المصرية، واحتلت المركز الثاني كأفضل ممثلة في القرن العشرين في احتفالية مئوية السينما المصرية عام 1996، وحصلت على جائزة مهرجان الإسكندرية، عن فيلم “الراعي والنساء”، وجائزة أفضل ممثلة في عيد التلفزيون عام 1987، من وزارة الإعلام المصرية عن مسلسل “هو وهي”، وكرمها الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات بمنحها شهادة تقدير في عيد الفن عام 1979.
نهاية لا تليق بها
في يوم خميس وافق 21 يونيو 2001، أعلن وفاة سعاد حسني بعد سقوطها من شرفة شقة كانت تقيم بها في العاصمة البريطانية لندن، وقالت السفارة المصرية في لندن، يومها، إن الرئيس وقتها حسني مبارك أمر بنقل الجثمان إلى مصر على متن طائرة خاصة ليدفن هناك.
ودارت شائعات كثيرة حول ما إذا كانت وفاة سعاد انتحارا أم قتلا، وقالت الشرطة البريطانية وقتها إن سعاد ماتت منتحرة واستبعد بذلك أي شبهة جنائية في موتها، إلا أنه وحتى الآن لم تغلق قضية سعاد حسني، بين تصريحات هنا وهناك واتهامات لجهات وشخصيات كثيرة بالمسؤولية عن مقتل سعاد حسني، لتبقى قضية وفاتها واحدة من أشهر الألغاز في العصر الحديث.
العربية نت