——————————–
قبل ان يلقى د. حمدوك خطابه الاخير كان هناك حوارا يذاع من التلفزيون شارك فيه د.الحريكة ( مستشار حمدوك الاقتصادى ) وخبير مصرفى وخبير اقتصادى .
مهد د.الحريكة لخطاب حمدوك بالوعود البراقة بالاموال والاستثمارات التى ستنهال علينا بنهاية هذا الشهر وبعد ان تجهزنا نفسيا للدخول فى عطاءات البنية التحتية ، تراجع المتحاورون عن ذلك بقولهم ان الخدمة المدنية والبنية التحتية منهارة تماما حاليا ،وان ذلك لن يجعلنا نستفيد من اى من تلك الوعود ،واكد الخبير الاقتصادى ان النظام المصرفى منهار وبالذات بنك السودان وهو يحتاج لسنوات لاصلاحه .
سؤالى : من الذى جعل الخدمة المدنية تنهار ؟ فالشعب يعلم ان الخدمة المدنية لم تكن منهارة قبل الثورة ، بل ما تسبب فى انهيارها هو عمليات العزل السياسي والتشفى والمصادرات التى تمت بعد الثورة بطريقة الفكر الشيوعى واليسارى الذى دمر اقتصادات دول عربية معروفة واقتصادنا السودانى بعد ثورة 1969 الشيوعية التى تم فيها اول تخفيض لقيمة العملة السودانية فى التاريخ . سؤالى الثانى : اذا كانت حكومة حمدوك والحريكة ورثت خدمة مدنية منهارة كما يدعون ، فماذا فعلت حكومتهم لاصلاح الخدمة المدنية منذ ان استلمت السلطة؟ بل ماذا ستفعل الان وماذا خططت لتفعل ، ومتى سيمكنها عمل ذلك ؟ ناهيك عن اصلاح البنية التحتية التى دمرت بعد الثورة بشهادة كل وزراء حمدوك الذين كل يوم ينوحون عن خراب الطرق والكهربا و ومنشات النفط ومصانع السكر والاخطر هو فشل المواسم الزراعية مما يهدد بحدوث مجاعة طاحنة ، والغريب ان من يشكو ذلك للشعب هم الوزراء ويحذرون من العواقب الوخيمة , فهل جئ بك كوزير لتنوح وتبكى وتحذر الشعب ام لتغير الحال للاحسن فانت استلمت للوزارة وانت تعلم بما حدث فيها فى الثلاثين عاما الماضية ولم يؤت بك من دولة مجاورة لتفأجا بمافيها .
لقد حكى احد وكلاء الوزارات اشتغل فى اوائل ايام استلام الانقاذ للسلطة وكيف ان الاسلاميين ا تركوهم يعملون لسنين عدة والحقوا بهم عددا من كوادرهم وبعد ان تعلمت كوادرهم استغنوا عن من لم يتماشى معهم فى سياساتهم فى ادارة الوزارات فاستطاعوا ان يخرجوا البلد من ازماتها التى كانت اشد واكثر تعقيدا من تلك التى واجهت حكومه حمدوك ،واذا كانت حكومة الاسلاميين قد اعترفت بخطاءها واعتذرت عن ذلك ،فلماذا تكرر حمدوك نفس الخطأ وتدمر بذلك الخدمة المدنية من جديد والخاسر هو الشعب الذى يقع تحت وطأة رؤساء احزاب متناحرة ويحارب بعضها بعضا ليتحمل نتاج تلك الحرب خراب ودمار وضيق فى العيش ونكد فى الحياة وجدل سياسى وقانونى ، فالى متى سيظل شعبنا لا يستمتع بحياة مستقرة وسعيدة لان هناك قلة من الساسة يتصارعون على المناصب بوحشية ودس ومكر وخداع ؟
لقد اصبحت التحذيرات تتوالى من الحزب الشيوعى بحدوث مجاعة وشيكة ومن مالك عقار ومن وزير الصناعة ومن وزير المالية بل من حمدوك نفسه فى خطابه بان دولتنا مهددة بالخطر ان لم تتوحد قوى الثورة ٫ فما هى قوى الثورة التى يقصدها حمدوك ؟ وهل كل موظف شغل منصبا فى الحكومة السابقة مصنف من قوى الدولة العميقة ، وكيف يقول حمدوك ذلك فى خطابه ويدعى انه رئيس كل السودانيين وهو يدعم اللجان التى تفصل الموظفين وتخطئ حتى فى اسماء واعداد المفصولين فى قوائمها ؟ وهل الشباب الذين يتظاهرون وتظاهروا ظهر اليوم مطالبين باقالته هم من خارج قوى الثورة ؟ فلماذا يصر حمدوك على الانفراد برأية ويرفض الذهاب الى البرلمان ودعوة اهل الحل والعقد للتشاور على ما ينقذ البلد وترشيخ نفسه من داخل البرلمان.
ان تجاهل حمدوك لتظاهرات ومطالب الشباب و تمسك د.حمدوك برأيه بدكتاتورية يحضه عليها من يقول له ( شكرا حمدوك، والمؤسس ،وغير ذلك من الاقاويل التى اعتاد ان يسمعها ويغتر بها الحاكم الفرد من توابعه مثل آسفين ياريس، وابوكم مين وغير ذلك مما روج لها يروج لها الفكر الشيوعى المتطرف الذى يناور بالديمقراطية الناعمة كذبا ).
اذا كان لا يري ان حكومته سوف تسقط تلقائيا فعليه ان يرى بعين الحقيقة التى يجمع عليها حتى من بستنصر بهم من متخذى القرار فى الغرب والذين نصحوه بان يأتيهم منتخبا قبل ان يطلب منهم ان يتعاملوا كرئيس دولة . السعيد من وعظ بغيره والشقي من وعظ فى نفسه .
صحيفة الانتباهة