قالت وزيرة الخارجية د. مريم الصادق المهدي، ان حل قضية سد النهضة يجب ان يرتكز على التعاون والتوافق بين السودان ومصر وإثيوبيا، دون ان تفرض اي دولة ارادتها، وأكدت بأنها متفائلة في الوصول إلى حل.
وقدمت د. مريم محاضرة بعنوان “سد النهضة التحديات وآفاق الحلول” بمعهد الدوحة للدراسات العليا ظهر اليوم، وشددت بأن سد النهضة يجب ان يكون عامل استقرار وتعاون؛ حيث يملك السودان أراض زراعية خصبة واسعة، وتملك مصر التقنيات، وتملك اثيوبيا القوى البشرية.
واوضحت بأن اثيوبيا تريد استخدام القدرات المائية لترويع السودان الذي يمضي بدفء اتجاه ممارسة المزيد من الضغوط الدبلوماسية والسياسية والقانونية دون الانزلاق نحو اية مواجهات عسكرية، وان الخرطوم لن تتهاون في سيادتها الوطنية وامنها المائي. وانتقدت بشدة محاولة إثيوبيا بما أسمته “بالأفكار البائدة” التي تريد الترويج لها للإيقاع بين المواقف العربية والأفريقية، مشيرة بأن 80% من العرب أفارقة، ودعت مجلس الأمن لتحمُّل مسؤوليته وإطلاق عملية تفاوضية فعّالة تضمن التوصل إلى إطار زمني محدد لاتفاق عادل وملزم قانوناً، وأن الملء الثاني لسد النهضة لن يوقف الضغط على الجانب الإثيوبي لتوقيع اتفاق قانوني ملزم حول قواعد تشغيل السد بين الأطراف الثلاثة السودان ومصر وإثيوبيا.
وأضافت: “لدينا خياراتٌ قانونيةٌ وسياسيةٌ ودبلوماسيةٌ متدرجة، لجعل إثيوبيا توقع اتفاقاً قانونياً ملزماً”.
وأوضحت بأن اتفاق المبادئ الموقع بين الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا، أنه نتيجة للتعنُّت الإثيوبي وانعدام الإرادة؛ فإن اتفاق المبادئ فيه ثغرات، ولكن فيه أيضاً أسس يصلح للبناء عليها، وعندما يستغل أي طرف هذه الثغرات فذلك يعبر عن سُوء النية بالتأكيد.
وقالت إن وزارة الري السودانية وضعت إجراءات احترازية لمواجهة تداعيات الملء الثاني.
وكانت مريم المهدي، قد لفتت في محاضرتها إلى مؤازرة السودان لإثيوبيا في بداية العمل بالسد عام 2011، حيث دعمتها فنياً ومالياً وسياسياً، وكانت هناك تحفظات من مصر لأسباب عديدة، وقام السودان بالتوسط بين مصر وإثيوبيا، ونجحت في جمعهما للتوقيع على اتفاق المبادئ عام 2015. وذكرت بأن نهر النيل الإزرق يشكل أهمية كبيرة للسودان، حيث إن 70% من المشاريع المروية تعتمد عليه.
وأضافت أن هناك اتفاقاً فنياً، غير ملزم جرى توقيعه بين الأطراف الثلاثة عبر الفنيين، يُبيِّن مراحل ملء السد عبر سبع سنوات، ونسب الملء في كل مرحلة، ولكن الملء الثاني للسد سيحوله إلى أمر واقع لا يمكن تجاوزه، ولم يكن هناك في الحسبان أن تطعن “إثيوبيا” السودان في “ظهره”.
صحيفة السوداني